التأليف أمام تطوّرات حاسمة
يفترض ان تحمل الساعات القليلة المقبلة، تطورات مفصلية سيكون لها الاثر البالغ في تحديد مسار الامور على خط التكليف والتأليف. فتكتل “لبنان القوي” سيجتمع استثنائيا لإصدار موقف قيل انه “نوعي” وعلى قدر بالغ من الاهمية. واذ يتردد ان رئيسه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل سيعلن فيه، إحجامَ حزبه عن المشاركة في الحكومة الجديدة وانتقالَه الى صفوف المعارضة، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان حزب الله كثّف نشاطه على خطي بعبدا وميرنا الشالوحي، في اليومين الماضيين، مستطلعا توجّهات التيار البرتقالي الحكومية الجديدة في ضوء تبدّل المعطيات وبروز اسم سعد الحريري كمرشّح وحيد في نادي الرؤساء المحتملين لمجلس الوزراء العتيد… الا ان الضاحية لم تكتف بـ”الاستماع” و”الاطّلاع”. ففي وقت لمست لدى حليفها في ورقة “مار مخايل”، ميلا جديا نحو عدم المشاركة في الحكومة المنتظرة، أبلغته بصراحة تامة، عدم تحبيذها هذا الخيار. ففي رأيها، تركُ الساحة للرئيس الحريري، وخروجُ القوى السياسية من مجلس الوزراء، يقدّمان خدمة للمشروع الاميركي في المنطقة، الذي يريد إبعاد الحزب وحلفائه من دائرة القرار في لبنان. فهل يفعل موقفُه، فعله لدى التيار؟ الجواب لا يزال ضبابيا، وفق المصادر، التي لا تستبعد حصول لقاء في الساعات القليلة المقبلة بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والوزير باسيل، للتشاور -بالمباشر- ومن دون وسطاء، في التطورات السياسية. وبطبيعة الحال، ستساهم المشاورات العتيدة في تكوين التيار البرتقالي قرارَه النهائي من التكليف والتأليف. على اي حال، تشير المصادر الى ان الرئيس الحريري لن يقبل الا بتشكيل حكومة من المستقلين، لضمان قبولها في الشارع من جهة، وفي نادي الدول المانحة من جهة ثانية. وهذا يعني عمليا، ان التيار الوطني لن يكون في صفوفها (تماما كما سائر الاحزاب الاخرى). وعليه، فان قرار باسيل “الانتقال الى المعارضة”، قد يكون في الواقع، “تخريجة ملطّفة” او “مشرّفة”، لحقيقة انه لن يشارك كما يريد، كمّا ونوعا، في مجلس الوزراء. واذا أردنا ان نكون “ايجابيين” في التحليل، تضيف المصادر، يمكن ان نرى في موقف “التيار” – اذا أعلن العزوف عن المشاركة في الحكومة- تسهيلا لعملية تأليفها. ويبقى، والحال هذه، تبيان موقف حزب الله وحركة امل. فهل يحذوان حذو التيار ويبقيان خارج الملعب الوزاري، ام سيصرّان على المشاركة في مجلس الوزراء بمعزل عن “البرتقالي”، “قطعا للطريق على الاجندة الاميركية التي تريد استهداف المقاومة” كما يعتقدان؟ وسط هذا المشهد المعقّد، تشير المصادر الى ان تكليف الحريري الاثنين المقبل بات مرجّحا (الا اذا انتعشت معادلة “جبران والحريري معا داخل الحكومة ومعا خارجها” في ضوء مشاورات الحزب – التيار). لكن من هي الكتل التي ستمنحه أصواتها؟ اذا لم يفعل الثلاثي “لبنان القوي” – “الوفاء للمقاومة”- “التنمية والتحرير”، فهذا سيحرّر أكثر يديّ الحريري ليؤلف حكومة التكنوقراط التي يريد. وتبقى معرفة اذا كانت التركيبة التي سيضعها ستنال توقيع رئيس الجمهورية أولا، وثقة الاكثرية في مجلس النواب، ثانيا. هذا ما يجب ان يحصل، تختم المصادر، لأن عرقلة ولادة الحكومة الجديدة ومباشرتها ورشة الانقاذ الملحّة، ستؤدي الى هلاك البلاد والعباد..والعهد!