تسليم وتسلم في إعلام “التقدمي” بين الريس وحديفة…
قيم حفل التسليم والتسلّم بين مفوض الاعلام السابق في الحزب التقدمي الاشتراكي ومستشار رئيس الحزب رامي الريّس ومفوض الاعلام الجديد صالح حديفة، في مركز الحزب الرئيسي في وطى المصيطبة – بيروت، بعد ظهر الاربعاء في 11 كانون الاول 2019، بحضور أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، الوزير السابق غازي العريضي، عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هنري حلو، نائب رئيس الحزب كمال معوّض، رئيس تحرير جريدة “الانباء” السابق عزت صافي، رئيس رابطة خريجي الاعلام عامر مشموشي واعضاء مجلس قيادة الحزب والمفوضين ووكلاء الداخلية ومدراء فروع وأعضاء جهاز مفوضية الاعلام وأسرة جريدة “الانباء”.
ناصر
واعتبر ناصر في كلمة له ان “هذا الاستحقاق وهذه المحطة احدى المؤشرات الايجابية على ان حزبنا ما زال حزب المؤسسات ولا زال في حزبنا كفاءات قادرة على تحمل المسؤوليات وتستطيع تداولها فيما بينها”.
واضاف “لن أطيل الحديث انما اسمحوا لي بأن اشكر الرفيق رامي على المرحلة السابقة بتوليه مفوضية الاعلام ورئاسة تحرير جريدة الانباء التي أعطى فيها الكثير من الجهد والتعب والتعاون والاندفاع والانتاجية، ففي كل عمل مؤسساتي نقيّم العمل سلباً وايجاباً وهذا امر طبيعي، أما انا فأشهد انني في الفترة التي تعاونت فيها مع الرفيق رامي من موقعي كأمين السر العام، اشهد على خصال اساسية في رامي أولّها اولويته دائما كانت تمسكه بقيمة من القيم الاساسية التي كرّسها المعلم الشهيد كمال جنبلاط في حزبنا وفي السياسة وهي قيمة الاخلاق في ممارسة المسؤولية وقيمة الاخلاق في ممارسة العمل الحزبي والعمل السياسي، واعتقد ان ما من سياسي يستطيع ان ينجح اذا فقد هذه القيمة او فصل بينها وبين المسؤولية، وهذه سمة علينا ان نعتز بها ونتمسك بها ونمارسها على الدوام”.
وتابع “الصفة الثانية هي إخلاصه وجديته في العمل الذي كان يقوم به بشكل دائم. واما الصفة الثالثة فهي وفاء الرفيق رامي للموقع الذي هو فيه وللحزب الذي هو فيه وبكل تاكيد الوفاء والاخلاص لرئيس الحزب الذي حاز ثقته في كل هذه المسيرة ولكل رفاقه في الحزب من خلال تحمله لهذه المسؤولية وحرصه عليها بتقديم الافضل بشكل دائم”.
وقال: “شهادتي مجروحة بحكم التعامل المباشر اليومي بيني وبينه ومهما قلت فسأبقى مقصّرا تجاهه نسبة لما عشناه سويا في هذه المرحلة، واعتقد ان علينا ان نبقى متمسكين بمجموعة القيم حتى نستطيع تجاوز اي تحدي في العمل الذي نقوم به خصوصا للمرحلة المقبلة، واعتقد ان الرفيق صالح سيستحق الثقة بالعمل الذي سيقدمه وبالجهد الذي سيبذله وبالتصوّر الذي سيضعه للمرحلة القادمة على قاعدة اساسية اعتبر انها ذهبية وهي ان ثمة ما يبنى عليه كي ننطلق الى الامام ونطوّر العمل ونحسّن في اي عمل نقوم به، فلا أحد يستطيع القول إنه يبدأ من لا شيء”.
وتابع “الانباء تمثل إرثا تاريخيا ونضاليا وتوالت على إدارتها اسماء كبيرة وعريقة فهناك مؤسسة قائمة وموجودة علينا كلنا ان نتعاون مع جهاز المفوضية وكل الأطر والأجهزة الحزبية لكي نستطيع مواكبة المرحلة القادمة”.
الريّس
بدوره، قال الريّس: “الشكر بدايةً لرئيس الحزب، وليد جنبلاط، الذي منحني الثقة على مدى 15 عاماً لأكون ناطقاً باسمه أمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، وهو الذي لم يبخل يوماً بتنويهٍ، أو شكرٍ، أو إشادة، إما مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمام الرأي العام. ومع أن الرئيس ومواقفه هي حدثٌ إعلامي بذاته، إلّا أنه حرص على توطيد العلاقة مع الإعلاميين والصحافيين من مختلف الاتجاهات، فاتحاً بذلك المجال واسعاً أمام مفوضية الإعلام”.
واضاف “عندما كتبتُ تلك التغريدة منذ نحو خمسة أيام، وفي يوم المعلم كمال جنبلاط، لم أكن أنتظر من رئيس الحزب شيئاً بالمقابل. فأنا أعتز بأنني قمتُ بواجبي، وضميري مرتاح، وأنه آن الآوان لإفساح المجال أمام الجيل الجديد الذي له لغته وأولوياته، فإذ برجل الوفاء يبادل الوفاء بتعييني مستشاراً له. وهذا شرفٌ لي آمل أن أكون على قدر المسؤولية التي يفرضها عليّ. فكل التحية لرجل الوفاء الرئيس وليد جنبلاط، ومعه سنكمل المسيرة. والشكر موصول إلى رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب تيمور جنبلاط، الذي واكب بحماسةٍ عمل مفوضية الإعلام، ورعى إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد قبل سنة، بعد أن كان شارك في الاجتماعات التحضيرية له، وهو لم يبخل يوماً في تقديم مشورته ونصيحته، فله مني كل الدتحية والاحترام، ومعه أيضاً سنكمل المسيرة”.
وتابع “إكمال المسيرة ليس مرتبطاً بالمناصب والمواقع، بل بالوفاء والاحترام، بالسير على نهج المعلم كمال جنبلاط الذي تقع علينا جميعاً، كحزبيين، وكلٌ من موقعه مسؤولية استعادته، واستعادة تعاليمه ورؤيته، بالممارسة وليس بالكلام، بممارسة النقد الذاتي الموضوعي بدل بناء الأمجاد على الأطلال. والأهم من كل ذلك، بممارسة السياسة بأخلاق. نعم، نستطيع أن نمارس السياسة بأخلاق! وأود أن أشكر أيضاً الرفيق ظافر ناصر الذي كنا معاً سوياً في العمل المشترك قبل توليه أمانة السرّ العامة، وهي العلاقة التي توطدت بعد توليه هذه المهمة الصعبة، والتي أثبت جدارته فيها بعد أشهر قليلة من تبوّئهِ لمنصبه. كما أشكره على مواكبته الحثيثة لعمل مفوضية الإعلام، وجريدة “الأنباء”. وعلى المستوى الشخصي، أعتز بصداقته إلى جانب الشق الرفاقي في الحزب”.
وأردف “أما الرفيق العزيز صالح حديفة، فتعاوننا المشترك في المستقبل سيكون مماثلاً لتعاوننا المشترك في المراحل السابقة. لا بل سوف نعزّزه أكثر بما يتيح تطوير التجربة الإعلامية الحزبية، ونقلِها إلى مستويات جديدة، وبما يتيح تطوير جريدة “الأنباء”، وتعزيز مكانتها في الوسط الإعلامي اللبناني. وأعلنها صراحة أنني أضع خبرتي وتجربتي كاملةً بتصرّف الرفيق صالح بما يكرّس النهج والثقافة المؤسّساتية داخل الحزب. واسمحوا لي أن أعبر عن اعتزازي بما تحقق، والحكمُ يبقى للناس، وللجماهير الوفية، وللزملاء الإعلاميين، ولقرّاء “الأنباء” الذين كنا نخاطبهم كل يوم، ونتفاعل مع تعليقاتهم وانتقاداتهم”.
واعلن انه “قد حصد موقع “الأنبـــاء”، بين مطلع تشرين الأول ومطلع كانون
الأول، عدد تصفحاتٍ لامس 1,700,000 (مليون وسبعمائة ألف) تصفُّح. 70
بالمئة منها من الزوار الجدد. كما لامسَ عدد الزوار في يومٍ واحد ما يناهز
الـ75 ألف زائر، وما يقارب الـ 100،000 زيارة للموقع. وقد شهد الموقع
زياراتٍ، ومتابعة دقيقة من زوّار في جميع أنحاء العالم. هذا وقد نجحت
“الأنباء” باستقطاب قرّاء من جميع الفئات العمرية، بحيث ارتفع عدد القرّاء
من فئة الشباب ارتفاعاً ملحوظاً. هذه الأرقام تدل أن الجريدة أصبحت مرجعاً
إعلامياً يُرصد ويُتابَع بدقة”.
وأشار الى اننا “أطلقنا قسماً للفيديو، وباشرنا البث المباشر، ووصلت نسب
المشاهدة في بعض الفيديوهات إلى ما يناهز 250 الف مشاهد، كما أطلقنا برامج
متنوعة واستضفنا شخصيات رفيعة المستوى وفتحنا النقاش حول قضايا وملفات
معقدة، بالإضافة إلى حلقات أسبوعية عن البلديات، ونشرنا تقارير بمعدل
تقريرين يومياً لامست مختلف العناوين. واسمحوا لي أيضاً أن أعبّر عن
اعتزازي أن تكون مفوضية الإعلام قد عبّرت بدقةٍ تامة طوال سنوات، وفي أصعب
الظروف عن الموقف الرسمي لرئيس الحزب، وقيادة الحزب. واستطاعت في أقسى
المراحل أن تسير بين الأشواك، والألغام السياسية والاعلامية مؤكّدةً على
الموقع الطليعي للحزب في الحياة الوطنية والسياسية اللبنانية. وإن كل ذلك
ما كان ليتحقق لولا فريق العمل في المفوضية، وفي جريدة “الأنباء”، شابات
وشباناً، مناضلات ومناضلون بذلوا كل الجهود الممكنة لتحقيق الأفضل”.
وقال: “ضميري مرتاح أنني أسلّم الرفيق صالح مؤسّسة قائمة قادرة على الانتقال بسلاسة من إدارة إلى أخرى دون أي عثرات. فهل لاحظ قارىء “الأنباء” أي تراجعٍ في الأيام الأخيرة رغم التحوّل الذي تشهده الجريدة؟ هذا هو المطلوب: الابتعاد عن الشخصانية وتكريس المؤسّساتية، فهي التي توفّر الاستمرار والانتقال نحو المستقبل.”.
وختم الريّس: “أخيراً، اسمحوا لي في هذه اللحظات الجميلة أن أستذكر معكم رجلٌاً ترك أثراً في كل واحد منا، وفي كل من عرفه، قصدتُ المقدّم المرحوم شريف فياض الذي أقسمتُ اليمين الحزبية أمامه، والذي كرّس منهجه وأسلوبه الدمث، ووجهه البشوش، الخيار الأخلاقي، فله منا كل التحيّة، ونعاهده أننا سوف نواصل المسيرة مع الرئيس وليد جنبلاط”.
حديفة
من جهته، قال حديفة: “هذا اللقاء طبيعي في إطار أي عمل مؤسساتي يعتمد
التجديد والتبديل وتداول المواقع لتقديم الافضل دائما، وهو كذلك لقاء طبيعي
اكثر في الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تميز بالتجدد الدائم وربما بالثورة
على الذات في الكثير من المحطات، التجديد هو مسار طبيعي نبني فيه على ما
تحقق، ومع الرفيق رامي تحقق الكثير، والامل بالتعاون مع الجميع ان نحقق في
المرحلة المقبلة ما يستلزم لمواجهة هذه الصعاب التي تعتري أيامنا هذه”.
وأضاف: “طبعا هي مسؤولية كبيرة وقد يكون حجم هذه المسؤولية يتأتى عن أسباب ثلاث: السبب الأول ان “الانباء” بما تحمله من إرث كبير ثقافي وأدبي وإعلامي وسياسي ووطني وعربي، وهي صحيفة أسسها المعلم الشهيد كمال جنبلاط وكتب فيها وتداول على ادارتها والكتابة فيها أساتذة كبار ورفاق من الرعيل الاول نتعلّم منهم في كل يوم وهذا بحد ذاته يزيد الحمل أكثر.
السبب الثاني ان مسؤولية التمثيل الاعلامي في هذا الحزب، الحزب الذي يحمل قيم ومبادئ ونهج كمال جنبلاط ويرعى مسيرته وقيادته وليد جنبلاط وأمله في المستقبل رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، وبما يحمل من نضالات وتضحيات وبما فيه من شهداء وبما له من محطات هو شرف كبير لا بل مسؤولية أكبر.
والسبب الثالث اننا في مرحلة صعبة جدا، صعبة بمختلف المقاييس، بالمقاييس الوطنية والسياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والمعيشية وصعبة ايضا على المستوى الاعلامي، فهناك عالم من وسائل الاعلام وفوضى في هذا العالم الافتراضي الكبير اللامتناهي الذي لا أحد يعرف حدوده وهذا أيضا يحمّلنا أكثر مسؤولية في مواجهة كل هذه التحديات”.
وتابع “هذه الاسباب الثلاثة قادرون فعلا ان ننجح في مقاربتها بالتعاون وبالشراكة وبأن تبقى “الانباء” ومفوضية الاعلام كما كانت مع الرفيق رامي منبرا مفتوحا لكل الاراء والرؤى والافكار والمبادرات وبهذا التعاون فقط وبهذه الروحية والشراكة قادرون ان نحقق المزيد والمزيد لمصلحة الحزب ومجتمعنا وبما فيه ايضا مصلحة الوطن”.
وختم قائلا: “آمل ان أكون على قدر ثقة رئيس الحزب وان أحقق تطلعاتكم جميعاً”.
درع تقديري
وقد قدّم فريق عمل جريدة “الانباء” درعاً تكريمية للريّس عربون شكر وتقدير، كذلك من الفريق الاعدادي لبرنامج “حوار مع الانباء”.