سننتصر على كورونا والخوف معا!…

بقلم الشاعر عمر شبلي

يمكن للكورونا الابتعاد حتى ولو انتصر عليها الانسان عن خلق معنى عميق يضاف الى معاني الحياة التي أوجدتها احداث مرت في حياة البشر ولكنها احدثت تغييراً في السلوك والمعتقد والموقف من غائية الكون العميقة التي كلما فكر الانسان فيها “اقامه الفكرُ بين العجز والتعبِ”.
الكورونا سينتهي تقدم جيشها الكوني مهما نال من غنائم ومهما كانت نتائج فتكه قاسية . ولكنها ستترك الانسان واقفاً امام أسئلة كبرى وقد تظل أجوبتها مبهمة بلا تفسير وستبقى قَدَرِيَّتُها ابعد من إحاطة الانسان وستظل في سيرها بلا ضوابط وغير خاضعة لمنطق او قانون مُلزِم كما قال المتنبي:
ألا لا أُري الاحداثَ مدحاً ولا ذمّا
فما بطشُها جهلاً ولا كَفُّها حِلْما
ومن هذه الاسئلة التي ستتركها كورونا في كوننا الذي لا يمكن ضبط أهوائه وأحداثه:
١– كم هي المسافة بين قوة الانسان وعجزه؟
٢– هل هذه القوة الهائلة لزحف جيوش كورونا ستجعل الانسان عاجزاً عن المواجهة وهل عجزه سيمنحه القدرة على البقاء والاستمرار في إنجاز كوْنيّتِه ام سيخضع لما ستبقي فيه من فعلها الذي سيستمر طويلا في وجوده؟
٣– هل سيكون الانسان قويا في مقاومتها لينتصر عليها في النهاية وهل قوته ستؤهله لكي يقاوم ما هو اقوى من كورونا وجيوشها الفتّاكة في ما قد يأتي لاحقاً وفي ازمنة صعبة وهل ستمنحه كورونا عنصر مناعة الاستمرار والتهيؤ لأحداث تأتي؟
٤– ما هي التأثيرات المادية والروحية والفكرية التي ستنتجها معركة كورونا؟
وانا سأحاول ان اطرح رأيي في هذه القضية دون ان أدّعي أنني مصيب،
١– انا اعتقد ان الانسان سينتصر على هذا الوباء.
٢ — الانسان سينتصر اذا حمل أسلحة المواجهة وهذه الأسلحة هي العلم والإيمان والتعاون.
٣– اي خلل في استعمال هذه الأسلحة مجتمعة سيؤدي الى هزيمة الانسان امام زحف كورونا.
٤– العلم فكر وعمل وانجاز.اما الايمان فيجب ان يكون عميقاً وغير خاضع لطقوس وهمية وتصرفات اقرب ما تكون الى الهبل، ولكي يكون الايمان عميقًا عليه ان يقبل العلم قبولًا روحياً وفكرياً وسلوكياً لأن الله علّم الانسان ما لم يعلم. على الايمان ان يظل لصيقا بالعلم لكي لا يتشوه الايمان.
٥–التعاون يجب ان يجعل العالم جيشًا موحّداً.
٦— التعاون يجب ان يكون اعلى من السياسة ومنحدراتها ومؤامراتها فإذا دخلت السياسة أفسدت كل شيء لان السياسة تفتقر الى الأخلاق، والتعاون في حقيقته يقوم على الأخلاق.
٧–يجب ان تكون سلامة الإنسان هي الغاية والهدف .الانسان هو وحده رأس مال الكون وثروته وهو وحده ما يجب ان يُصان.
٨– انا اعتقد ان جشع الأفراد والدول والشركات هو من اسباب هذا الوباء. ان سيطرة الجشع والنهم والاستغلال والفساد والتسابق على ما هو مؤذٍ هي سبب ما يصيب الوجود الانساني من خلل.
٩– انا اعتقد ان كورونا سينبت من مآسيها عقول آدمية ستؤثر في إصلاح العالم . ستُكتَب روايات وسينتج ادبٌ انساني مؤثر وهادف وسيظهر رجال ممتلئون بحكمة هذا الكون ويصلحون كثيراً من الانحرافات
١٠ — وسننتصر على كورونا والخوف معا