هل وباء الكورونا تنمويًا هو لعنة أم نعمة على لبنان ؟
بقلم نقولا أبو فيصل*
نتائج أزمة الوباء جاءت ثقيلة جدا على بلدان العالم الثالث لأن كثيرا منها هي في الاساس ليست دولا صناعية وتراجعت الزراعة فيها كثيرا بسبب السياسات الخاطئة التي اتخذتها حكوماتها .
مثالا على ذلك في لبنان فإن إهمال الزراعة والتنكيل بالصناعة المحلية عبر فتح الأسواق اللبنانية امام المنتجات المستوردة عبر ما عرف بإتفاقيات التجارة الحرة( المذلة) والموقعة من قبل وزراء الاقتصاد في الحكومات اللبنانية مما جعل الأمن الغذائي اللبناني في حالة من الهشاشة حتى قبل التوقف عن الانتاج الحاصل حاليًا توقيا من الوباء ،
ولا ننسى السياسات المصرفية الغير بريئة بإعطاء اصحاب المال فوائد مرتفعة للأموال المودعة في المصارف اللبنانية بدل استثمارها في الانتاج والتي تم مصادرة هذه الأموال لاحقا من قبل (حزب المصارف اللبنانية) وعلى عينك يا
(حاكم بأمر المال) ،
في حين راحت دول اخرى بالتصدي للوباء الى جانب الإجراءات الصحية طبعًا عبر مضاعفة إنتاجها صناعيا وزراعياً.
ها هو الوباء جاء ليعطي درسا جديدا بأهمية العودة إلى الأرض ،
العودة الى المطرقة والمنجل ،
العودة الى تشغيل المصانع اللبنانية بكل طاقتها الإنتاجية العالية بعد ان قزموا إنتاجها الى الثلث ،العودة الى زراعة سهل البقاع ، سهل الخير لإنتاج احتياجات لبنان السنوية من الحبوب والتي لا تتجاوز الأربعين الف طن عدا القمح طبعاً والتي يمكن إنتاجها بسهولة.
راجعوا الاتفاقيات التجارية التي دمرت القطاعات الإنتاجية في لبنان وتفضلوا بحماية الصناعة والزراعة ولا اتحدث عن دعم إنما حماية.
فهل هذه هي نعمة الوباء حتى نستفيق ونعود الى الانتاج بدل الاتكال على من يزرع ويصنع بالنيابة عنا ، إلى جانب كون الوباء نقمة مفتعلة ولا جدل في ذلك .
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع ومدير عام مجموعة ” غاردينيا غران دور”