حدد الصفحة

ليس الإنسان ضعيفاً ولا هشاً

ليس الإنسان ضعيفاً ولا هشاً

الدكتور سعد كموني *

لولا الموت ما كان من شيءٍ يدفع الإنسان لإعمال ذهنه، إذن المواجهة هي مع الموت، وما سوى ذلك معارك ثانويّة، مردّها إلى النفس الأمارة بالسوء، التي تُظهر الإنسان ضعيفاً أمام الشهوات والنزوات والرغائب والأطماع و….. أما الإنسان فهو قويّ من كونه لم يتصالح مع الموت منذ مئات الآلاف من السنين.

أحرز الإنسان في هذه المواجهة انتصارات عظيمة على مدى آلاف السنين، ولأوّل مرّةٍ في تاريخ هذه الأرض يكون عدد سكانها أكثر من سبع مليارات نسمة، أفلا يحتسب هذا في ميزان قوّةِ الإنسان؟

الضعف أمام الموت لا يعدّ ضعفاً، بل هو قوةٌ لأنه يستبطن إصراراً على الحياة، وليس من المنطقي أن نستغلّ استفحال ظاهرة فيروسيّة، لنشمت بالعقلانيين، والمؤمنين بالحياة، والظانّين بأنفسهم وقدراتهم الظنَّ الحسن. وأكثر من يشمت هم بعض المتدينين الذين يزعمون أن الإنسان ضعيف؛ فكائن غير حيّ لا تقوى على رؤيته بالعين المجرّدة استطاع أن يفرض تهديداً حقيقيّاً، قتلاً، أو حجراً، أو هلعاً! يا لهشاشة الإنسان، وهم يعمدون إلى البحث في القرآن الكريم أو في الإنجيل عن سندٍ يطلق ألسنتهم في الكلام على هشاشة الإنسان. وغاب عن أذهانهم أنّ الله لا يعبده إلا الإنسان القويّ، فالذي انتقل بالإنسان من الخضوع للأشياء والغرائز والشهوات، وعبادتها واتباعها بحثاً عن السعادة أو النجاة، إنما هو الشعور بأن الخضوع لخالق كل شيءٍ إنما هو إخضاعٌ، أو إمكانيةُ إخضاعِ كلِّ شيء لمصلحة الإنسان، فارتباط المؤمن بالله وحده، يعني أن الكون كل الكون متاح مباح له. فالله يقول بأن هذا الكون مسخّرٌ للإنسان، ما يعني أن من واجبات الإنسان أن يتصرّفَ مع هذا الكون من موقع المقتدر لا من موقع الضعيف المطأطئ الرأس. وهنا تجدر الإشارة إلى تحديد موطن الاقتدار في الإنسان، هل هو في الطمع، والجشع، والاستغلال، والقدرات العسكرية والهيمنة وحب السيطرة، وإذلال الشعوب لنهب الثروات، بحجة مفتعلة أو من دون حجة؛ أم أنها في العقل والعقل وحده، وفي احترام إنسانية الإنسان؟

إنّ الله جعل الإنسان خليفةً له في الأرض ، ومكّنه من العلم ” وعلّم آدم الأسماء كلها” فالإنسان الذي يتنازل عن عقله الذي بواسطته يسمي الأشياء، هل يبقى خليفةً لله؟

أما الكلام على فشل نظام صحيّ، أو اقتصاديّ، فهذا ممكنٌ بل ينبغي أن يكون، وأضفْ إلى ذلك أن سلّمَ القيم الذي ينبغي أن يرافق البحوث العلميّة والاكتشافات، ينبغي أن يعاد النظر فيه، لكونه أتاح فرص الفشل الإنساني أكثر من فرص النجاح. وهنا لا أتحدّث عن أخلاقيات مظهريّة، بل أتحدّث عن مكوناتٍ وجدانية، تكون انعكاساً حقيقياً للمكونات الواقعية، لتظهر آثارُها جليّةً في إعادة صياغة سلوك الإنسان مع نفسه ومع الطبيعة، وكذلك إعادة صياغة روائزه الداخلية، وعتباته الحساسة. فالكلام على هشاشة النظام الصحي أو النظام الاقتصادي لا يعني أبداً هشاشة الإنسان، بل هو حافزٌ لتعزيز إرادة القوة، فالموت لا يستدعي أن ننتظره، بل يستدعي أن نقرر كيف نعيش، فالأفكار كل الأفكار تتوخى تحسين العيش في هذه الأرض. وتتفاعل هذه الأفكار، وتتعزز التجارب، وسيهزم الإنسان الموت، مع أنه ضرورةٌ للاستمرار. 

*أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية – كلية الآداب والعلوم الإنسانية

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com