احتجاجات السويداء تخيف النظام..هل يفرض الحجر الصحي مجدداً؟
يخشى النظام السوري أن تمتد المظاهرات الغاضبة، التي تطالب بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد في السويداء، إلى باقي مناطق سيطرته، وبالأخص دمشق. هذا الخوف دفع النظام إلى استغلال جائحة كورونا كأداة قمعية، يستخدمها لترهيب وتخويف المواطنين من التجمع والاختلاط، وليبرر لنفسه عزل بعض المناطق، بحجة ضرورة فرض الحجر الصحي عليها.
وبعد أن روجّ إعلام النظام السوري في الأسابيع الأخيرة إلى الانتصار على جائحة كورونا، وإحتواء أن الأزمة التي لم تمتد آثارها سوى في أربع محافظات (لا تشمل السويداء)؛ انقلب الحال فجأة بعد مظاهرات السويداء، وبدأ إعلام النظام يتحدث عن عدم إمكانية احتواء الأزمة، وازداد عدد الإصابات الرسمية المعلن عنها بشكل كبير، بما يفوق 10 إصابات يومياً، مع الإعلان عن تسجيل أول 3 حالات في السويداء.
المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام لم تنحصر حدودها ضمن مدينة السويداء، فقبل أربعة أيام شهدت منطقة دُمّر في العاصمة دمشق، مظاهرة نادت بإسقاط الأسد. وقال مصدر من دمشق ل”المدن”، إن “عدد المشاركين في مظاهرة دُمّر لم يتخطَ الأربعين شخصاً، وكان معظمهم يرتدي الكمامات لإخفاء ملامحهم. إلا أن المظاهرة لم تستمر لأكثر من عشر دقائق، حيث طوقت أجهزة النظام الأمنية المنطقة، وتم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وتفريقهم”.
وبدأت المراكز الصحية في دُمّر، ومناطق أخرى شهدت مظاهر الاحتجاج، تطلق التحذيرات للسكان من التخالط. وبحسب مصدر “المدن”، دعا “المركز الصحي في دُمّر الناس إلى الحجر المنزلي الطوعي متحججاً بوجود عائلة في المنطقة تم الحجر عليها للإشتباه بإصابة أفرادها بفيروس كورونا، وأن هذه العائلة قادمة من منطقة رأس المعرة في ريف دمشق”.
وكانت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري أعلنت عزل منطقة رأس المعرة بسبب تفشي فيروس كورونا فيها، عقب مظاهرات السويداء؛ على الرغم من أنها لم تعترف سوى بوجود 16 إصابة في تلك المنطقة، ما أثار الاستغراب حول عزل منطقة كاملة بسبب عدد ضئيل من الإصابات.
الارتفاع المفاجئ في أعداد الإصابات المصرح عنها في مناطق سيطرة النظام، الذي كان يعتمد سياسة التكتم والتصريح عن مصاب أو ثلاثة في نهاية كل أسبوع، لا يمكن عزله عن الأحداث السياسية، لاسيما أن وزارة الصحة بدأت تستخدم مصطلحات جديدة لتوصيف حالة الوباء وانتشاره مثل: “مصاب مخالط” و”عدم السيطرة على الأزمة الطبية في بعض المناطق”.
وقال مصدر خاص من وزارة الصحة ل”المدن”، تعليقاً على ارتفاع معدل الأرقام المفاجئ والسريع: “بالتزامن مع مظاهرات السويداء، أتتنا أوامر بزيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا التي نعلن عنها بشكل يومي، مع مراعاة زيادة عدد حالات الشفاء من الفيروس، خوفاً من هلع الناس في المناطق التي لاتزال تحت السيطرة، وخصوصاً أن البلاد تعيش أزمة دوائية حادة”.
وكانت وزارة الصحة قد مهدت في بيانها الأخير لإمكانية إعادة حظر التجول، حيث جاء في البيان ما يلي: “مع تسجيل إحدى وعشرين إصابة بين مخالطين لقادمين من الخارج، ترفع وزارة الصحة درجة التأهب والتقصي، فرغم أن عدد الإصابات ليس كبيراً لكنه مؤشر خطير يدل على استهتار البعض وإمكانية تطور الإصابات وانتشار العدوى بشكل أوسع والعودة لفرض تدابير احترازية مشددة من جديد”.
وقال المصدر إن النظام السوري يخطط لفرض حظر تجوال على عدد من المناطق في ريف دمشق عما قريب، من دون أن يكون في تلك الأرياف أي حالة من حالات الطوارئ الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، لكن خوفاً من تحركات ضد النظام في تلك المناطق التي سبق وثارت عليه في بدايات الثورة السورية”.
والمناطق المتوقع فرض حظر عليها: الهامة وجوبر، اللتان خرجتا عن سيطرة النظام قبل سنوات مضت، بالإضافة الى منطقة جرمانا، التي تعتبر مقراً لأهالي الطائفة الدرزية في ريف دمشق، والتي يتوقع النظام أن يمتد لها أثر الحركة الثورية في السويداء بوقت قريب.
المدن