“دجاجات” وليد بك… من اخر قن بكفرقوق الى البترون
في العام 2015، وفي عزّ أزمة النفايات، فقّس في لبنان 4000 خبير بيئي يملكون 4000 حلّ، وأطرف ما تقدّم من حلول لوزير الزراعة أكرم شهيب من عالم بيئي اللجوء إلى توظيف 800000 دجاجة (وديك) للقضاء على أطنان النفايات في كل لبنان. يومها انكببت، كما الوزير شهيب، على دراسة المقترح، ووجدت أن تحويل الكاراج في الطابق السفلي من البناية الكائنة في بلدة أدما، حيث أقطن، إلى أقنان متجاورة أمرٌ ممكن، لكن المشكلة كيف يمكن أن نكتم أصوات الديوك إن ندهت مجتمعة “كوكو كو كو بالفجرية؟”
في ذاك الوقت لمعت برأسي فكرة بناء قن، في العلالي، وسط البترون، التابعة لدوقية باسيليوس الأول، فمن جهة أساهم بحل أزمة النفايات، ومن جهة أخرى أتحول من الإقتصاد الريعي إلى الإنتاج، ولو فعلت لكان علي التوجه يوم إيه يوم لأ، إلى الضيعة حاملاً “زبالتنا” العضوية المفروزة من المصدر، حسبتها بدقة “بيوقّف” عليي كيس الزبالة بـ 5 دولارات و7 سنتات، والبيضة بدولارين.
نامت فكرة القن في لاوعيي سنوات أربع إلى أن أيقظتها نصيحة وليد بك لمواطنيه بالعودة إلى الزراعة والأرض… وهو العالم أن وضع البلد تحت الأرض، أعددت المخطط التوجيهي لبناء قن في الضيعة لا هو “دولوكس” ولا مجرّد لوحي توتيا على حجارة خفّان مشقوعة معرّضة للسقوط عند هبوب أي عاصفة. بنيت القن، وألحقت به Maternité في حال قررت إحدى الدجاجات أن تقعد “قرقة”، ثم اشتريت المستلزمات من “مأكلية” ملأتها حبوباً مطحونة باب أول ومن”مشربية” وذلك بهدف تسيير عجلة الحياة في القن من دون وجود العنصر البشري، وبدأت بتجميع النفايات كمتممات غذائية، وحلمت بالبيض كراتين كراتين لسداد جزء من الرأسمال الموضوع في هذا الإستثمار.
ولما حان وقت تفعيل القن، أجريت إتصالات على أعلى المستويات بمراجع بلدية وأهلية للإستحصال على “كم” دجاجة كـ”هبة”. جاءت نتيجة إتصالاتي سلبية، إلى أن قرأت خبراً فحواه أن وليد بك يوزع طيور دجاج فطلبت من الصديق رامي الريس أن أكون، كإنعزالي سابق، مشمولاً بتقديمات الحزب التقدمي الإشتركي وسألته الى أين تصل دجاجات وليد بك الموزعة على المواطنين؟ فأجاب مازحاُ: إلى آخر قن بكفرقوق.
باب أوصد. باب فتح. بعد أيام تلقيت إشعاراً باستلام 5 دجاجات وديك من فاعلي خير. وبدأ الإنتظار. أول أسبوع إكتشفت أن الدجاجة بتاكل “قد قرقور” صحتين على قلبها بس ولا بيضة. في الأسبوع الثاني طمأنني خبير بأن الدجاجات تحتاج إلى أجواء معينة كي تبيض، وأحياناً تتأخر الإباضة من ثلاثة أسابيع حتى الشهر. عيل صبري إلى أن لمست لمس اليد إنطلاق عجلة الإنتاج من قفا دجاجة، بحصولي على بيضة يتيمة. شكراً وليد بك على النصيحة. “تكّيت” مليوني ليرة لأحصل على بيضة!
عماد موسى – نداء الوطن