شعب يموت في الحياة قبل الممات…
بقلم نقولا ابو فيصل*
يخاف شعبك الموت جوعا يا وطني
ولا يعلم بأن الموت مُنقذه من هذه الحياة ..
ومن هكذا حكام …..
يخافُ الموتَ ؟
وهو لم يعش أساساً !
يخافُ أن ينسى
وهو لم يذكر !
يخافُ الوجع
والقلبُ لم ينم يوماً دون وجع !
ماذا يخاف ؟
يخافُ الدُّموع التي لم تجف يوما!
يخافُ القبور والكفن
يخاف ان يموت جوعا في بلاد منهوبة حاميها حراميها فقد حكامها ضميرهم حين تقاسموا الحصص وباعوا الوطن.
كلما زاد عدد الجياع جائعا في وطني
فإن اللعنة تصير لعنات
والموتُ يأخذُني وعيني تشاهد القهر في عيونهم,
أنا مُتُّ في بلد النصف مليون عاطل عن العمل مرّات كثيرة
وبكيتُ مع كُلِّ صرخةِ جائع دموعاً كثيرة .
واستشهدتُ مع شهداء لبنان وشهداء الجيش اللبناني البطل
وكانت روحي لتصعد معهم
ولكنّي ما زلتُ هُنا ..
اردد :”عاش لبنان حُرّا أبيّا”
لقد ردّدت هذا الشّعار كثيراً
ولكنّني لم أعِش يوماً حرا
ما زلت أطلبُ أن أكون هكذا!
ما زلت أطلب من حكام لبنان أن يعيدوا المسروقات التي تم تقاسمها مع حزب المصارف الذي شرع سرقة جنى عمر المودعين في مصارفه من لبنانيين وعرب ،مقيمين ومغتربيين
لكن ماذا عساني أن أطلبُ من إنسان خسر جنى عمره أمام عينيه ولا يستطيع أن يرفع رأسه في وجه سارقيه .
في الماض كان اللص يتسلل ليلا واليوم صار يرتدي بذة وكرافات ويعمد الى تسويق سرقته عبر شاشات التلفزة عبر اعلاناته “معك وحدك كل العمر….. ”
وعبر الاغراءات السخية في سعر الفائدة التي قدمها للمودعيين للقبض على المسروقات .
والنتيجة ضاع جنى العمر
ماذا أطلبُ من نفسي؟
أن أهدأ و لا أنتفض !
أن أموت ولا أنطق !
أن أجوع ولا أطلب !
أن أموت حيا كُل يوم
في كلّ ساعة
وفي كلّ دقيقة
أن أموت في الحياة قبل الممات
وأن لا أعلن هزيمتي .
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور
