بلد لا تجمعه هكذا مصائب ، هو بلد منذور للتخلف !
كتب الدكتور مروان أبو لطيف*
تمر الدول ، الكبيرة منها كما الصغيرة ، عبر تاريخها بأزمات أقتصادية مختلفة . هذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان . لكن المدهش في بلد كلبنان لا تتعدى مساحته مساحة مدينة كبرى ، ولا يتجاوز عدد سكانه حياً واحداً في تلك المدينة ، أن يشهد هذا الكم الهائل من التعثر الاقتصادي وبالتالي الانمائي والاجتماعي .
بلد بهذا الحجم ، ديونه وخسائره بمئات آلاف المليارات من الليرات اي ١٤ صفر اً او يزيد ، ومع ذلك لا كهرباء ، ولا بنى تحتية متطورة ، ولا طرقات بمواصفات مقبولة ، ولا سكك حديد ، ولا انفاق أو جسور حيث تدعو الحاجة ، ولا قطاعات انتاجية يعتد بها ، ولا بيئة مصانة ، ولا اتصالات مواكبة للتطور ، ولا ادارات منظمة ولا … ولا …
بلد صغير تأكله الفوضى وينخره الفساد ، نصف بلائه من حكام أعماهم حب السلطة وجشع المال والارتهان للخارج، والنصف الثاني من البلاء من سكانه الغارقين في متاهات التعصب الضيق بكافة اشكاله وانواعه ، يتلهون بالكيد والمناكفة والضغينة واستعداء الآخر في الوطن او معاداته ، وينسون او يجبرون في لا وعيهم على التناسي في أي بؤس هم يعيشون !
(للتيقن من صحة ما تقدم راجع تصريحات بعض المسؤولين ، وما يجري تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي) .
بلد لا تجمعه هكذا مصائب ، هو بلد منذور للتخلف !
*طبيب عيون وكاتب