نقولا أبو فيصل يكتب “بين الأسرة والتسامح والعفو والمغفرة”!
يقول البابا فرنسيس في عظة له عن الاسرة ” أن العائلة المثالية غير موجودة، وليس لدينا آباء مثاليين، فنحن لسنا كاملين ، ولم نتزوج بشخص مثالي، وليس لدينا أطفال كاملين، نشكو بعضنا بعضاً ، وما زلنا نخيب آمال أنفسنا، إذن لا زواج سليم أو أسرة سليمة دون المغفرة ” ، يضيف البابا :”إن التسامح هو أمر حيوي لصحتنا العاطفية وبقائنا الروحي ، وبدون المغفرة تصبح الأسرة مسرحًا للصراع ومعقلًا للشرور، وبدون الاعتذار عن الأخطاء بحق بعضنا تمرض الأسرة”
والغفران هو تعقيم الروح، وتنقية العقل، وتحرير القلب، ومن لا يغفر ليس له سلام في روحه ولا شركة مع الله. فالشر سم قاتل ، كما أن حمل الألم في القلب يدمر الذات، إنها عملية الالتهام الذاتي، وهكذا نجد، والكلام لبابا روما :” إن من لا يغفر هو إنسان مريض جسديًا وعاطفيًا وروحيًا، لهذا السبب يجب أن تكون الأسرة مكانًا للحياة، وليس مكانًا للموت؛ مكاناً للجنّة وليس مكاناً للجحيم؛ مكاناً للشفاء وليس للمرض، مكاناً للمغفرة وليس لاقتراف الذنوب، وإذا كان الألم يجلب الحزن، فالمغفرة تجلب الفرح والشفاء من الامراض”
واليوم في أحد الغفران، نسألك يا الله بحسب عظيم رحمتك ومثل كثرة رأفاتك أن تمحو مآثمنا، وأن تغسلنا منها ، وأن تطهرنا مِن الخطايا التي نعترف بها أمامك. فالغفران هدية للآخرين والنسيان هدية للنفس …ومع بداية الصوم الكبير نسألك أيضاً أن تجعل أيامنا مفعمة بالمحبة والقيم والمبادئ المسيحية الحقيقية من تواضع وتسامح وغفران”فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ” (متى 14:6) أحد الغفران هو يوم الفحص الذاتي حيث نتفحص فيه مدى نضجنا الروحي. كثيرون منا هم الذين يعرفون جيداً أنه أسهل كثيراً لنا أن نغفر لغيرنا “الرب وحده الغفور” من أن نطلب المغفرة ممن أخطأنا إليه لأن كبرياءنا يتدخل في اعترافنا بالذنب.
*كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع