كتب نقولا أبو فيصل “بين العمل المتواصل وارتباطه بالتواضع وحب الاوطان”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5
حين أخبر الجميع عن قصتي أضطر في البداية للتنويه بأنها ليست قصة نجاح وإنما هي قصة عن النجاح الذي تحقق نتيجة العمل المتواصل والصبر والتواضع وعدم الغرور ! نعم الفوز بالاشياء الجميلة يأتي نتيجة تحديد الأهداف والتخطيط للحصول عليها ، ومن السهل تحقيق ذلك من خلال قيادة فريق عمل يحُسن اختياره ، يمتلك مهارات قادرة على تحّمل المسؤولية للعمل من خلال دمج الثقة بالنفس والإنسانية والعمل والنشاط. والنجاح هو من اساس رفاهية العيش، فالإنسان الناجح يرفع شأنه وشأن أسرته ويتخذه الجميع مثالاً، والانسان الفاشل هو الذي فقد الامل في منتصف الطريق، ولم يكمل ما بدأه، رغم أنه ربما كان يمتلك جميع الإمكانيات التي تؤهله للنجاح لكنه لم يأبه لذلك ، متجاهلاً أن الفشل هو جزء من النجاح وليس نقيضه وكان عليه الاستمرار !
“قليل دائم خيرٌ من كثير منقطع “هي قاعدة ووصية عظيمة وضعتها نصب عينيي في العمل مع ايماني القاطع بأنني استطيع تحقيق أهدافي ، ولا اخفيكم سراً انه كلما كانت تتعثر الامور ، كنت اواسي نفسي قائلاً لها : “كل ما صعبتها الحياة علي تصبح قصة النجاح محرزة”ولم اتلفظ يوماً في صلاتي امام الرب بوجود هّموم كبيرة ، بل كنت اقول يا هّموم عندي رب كبير !”ولكل طالبي النجاح اقول حقكم أن تتعلموا من قصة نجاح أحدهم أو تراقبوه أو أن تسمعوه لتأخذوا منه ما ينفعكم من عبرٍ أو موعظةٍ ، لكن احذروا أن تدخلوا منطقة الخطر”ضياع الشخصية” وهو أن تقلدوا أحداً لا يشبهكم من حيث القدرات أو الفرص أو البيئة أو الثقافة فتعيشوا فقدان الهوية وضياع الوقت وفوات الأوان .
نعم لكل إنسان في الحياة قصته وسيرته وحظه ، وسوف تصادفون عقبات للوصول الى النجاح، واجهوها واستمروا في طريقكم لتحقيقه ، على ان موانع النجاح والعقبات التي تواجه بعض شباب اليوم هي الافراط في التفكير والتحليل والمماطلة والتسويف وعدم وضع سلم الاولويات ، اضافة الى عدم الانضباط واهمال التخطيط وكتابة الاهداف.
ومن المؤسف ان بعض أهالي هؤلاء الشباب لا وقت لديهم لمراقبة اولادهم وتوجيههم ، ونرى الاولاد في مكان والاهالي في مكان اخر ، ولن ازيد في الكلام لأن هؤلاء الاهل منشغلون بالتصفيق لزعماء الطوائف والاحزاب , وعلى الرغم من ذلك هم جائعٌون والزعيم شبعانٌ ! وهذا موضوع يستفزني سلباً , ولكن انتم ايها المؤثرون سلباً على حياة اولادكم والمؤثرون ايجاباً على حياة السياسي الحرامي الفاسد الذي بسببكم صار زعيماً وحاملاً راية الفساد. الا بيستفزكم الموضوع ؟!
نقولا ابو فيصل