الأسد ومخلوف:أعداء في دمشق..شركاء في موسكو
قالت صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط
ريتشارد سبنسر إن شبكة روسية-سورية، متهمة باستخدام واجهات تجارية في موسكو
وملاجئ ضريبية في تابعيات بريطانية وراء البحار والدول الأوروبية، لنقل
ملايين الدولارات إلى نظام الأسد.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمه موقع “عربي21″، إن الشبكة
يديرها رجل أعمال روسي-سوري هو مدلل خوري وشقيقان له، ساعدا مؤسسة بحث سرية
أشرفت على برنامج النظام السوري للسلاح الكيماوي.
وقامت منظمة “غلوبال ويتنس”، التي تقوم بملاحقة المال المستخدم في
الفساد، والتسبب بالأذى للبيئة من خلال النظام المصرفي، بالتحقيق الذي كشف
عن مساعدة الأخوة خوري خال الأسد محمد مخلوف على فتح تجارة في موسكو عام
2012، والذي لعب دوراً مهما بالإشراف على مالية النظام وحمايتها من
العقوبات الدولية.
وقالت المنظمة في تحقيق، إن مخلوف سافر إلى موسكو في منتصف عام
2012 للحصول على تمويل للدولة، وملاذ آمن لأموال عائلة الأسد في حال
“انهيار النظام”. وأضافت أن مخلوف التقى في موسكو ب”الوسيط والممول القديم
للنظام في موسكو، مدلل خوري”، موضحة أن الأخير كان قد “بنى شبكة معقدة من
البنوك والشركات والكيانات الخارجية، التي يبدو أنه قد استخدمها لنقل
الأموال لنظام الأسد وجماعات الجريمة المنظمة”.
وبحسب “غلوبال ويتنس”، فإن شبكة خوري ساعدت مخلوف وإبنه رامي
وأبناء الأسد على شراء عقارات في موسكو بقيمة 40 مليون دولار. ويقال إن أحد
أشقاء خوري استخدم الشبكة لكي يحول الأموال إلى المصرف المركزي السوري
وشركات النفط السورية.
وتوصل التحقيق إلى أن “شبكة خوري” قدمت شركات كواجهة، منها واحدة
في قبرص واثنتان في جزر “فرجن” البريطانية، ربما تُستخدم من قبل “مركز
الدراسات والبحوث العلمية” في سوريا، المسؤول عن برامج الأسلحة الكيماوية
والصواريخ الباليستية، إضافة إلى محاولة شراء مركّب كيماوي يمكن استخدامه
في صنع المتفجرات.
وأشار التحقيق إلى أن محاولة الشبكة سهّلت شراء الوقود للنظام
السوري، ومكّنت مصرف سوريا المركزي من تجنّب العقوبات المالية الدولية،
والحصول على العملات الأجنبية، كما قدّم حلفاء مقربون من الشبكة خدمات
مالية لكيانات وأفراد من كوريا الشمالية سبق أن حظرتها الأمم المتحدة أو
الولايات المتحدة.
ورجّح التقرير أن الشبكة عملت بموافقة ضمنية من أجهزة المخابرات
الروسية، لا سيما أن أحد شركاء خوري التجاريين عضو في جهاز الاستخبارات
الخارجية.
ولفت التقرير إلى أن إبنة مدلل، ساندرا، التي حصلت على شهادة من
مدرسة لندن للإقتصاد وتشترك في عمل والدها، لديها شقة في “ميفير” بلندن حيث
تعمل على إنشاء تطبيق عبر الهاتف في روسيا شبيه بـ”Pay Pal” الشركة التي
تتخصص بالمدفوعات العالمية.
ووضعت الحكومة الأميركية مدلل خوري وشقيقيه عماد وعطية على قائمة
العقوبات لأنهم “ساعدوا وتصرفوا نيابة عن الحكومة السورية والمصرف المركزي
ومسؤوليه”.