وطن الأمل الضائع والأحلام الممنوعة ومسبار “الامل” الاماراتي الى المريخ
بقلم: نقولا أبو فيصل*
لا أعلم كيف ابدأ قصة اليوم عن وطن انتحر فيه الأمل مع إعجابي ودهشتي بكل لبناني من بلاد الأرز لا يزال يتنفس، حتى وإن كان ميتا نفسيا وعيناه تصرخ قسوة الزمن ، يمشي كالجثة المتحركة ، تظنه حيا ولكنه يعيش الموت في الحياة .
ولكل شهداء هذا الوطن الذين سبقونا وماتوا ، وربما من حظهم أنهم لم يعيشوا ليتحملوا قساوة حكامنا المتجمدين إنسانيا، فالرحمه لارواح هؤلاء ، ولا نملك سوى طلب الرحمة لهم علها ترتد علينا ونحظى بنعمة حياة القبور، لان الممات في الحياة أصبح موجعا ومؤلما ولم يعد لنا القدرة على تحمل أن نجلد على يد ذوي القربة من أهل بلادنا الذين إعتقدنا أنهم مختارون لاسعادنا، في وقت حذفت كلمة السعادة من القاموس اللبناني ، واذا كنا اعتدنا السكوت فليس الا لاننا فقدنا الأمل بخلاص لبنان على أيديهم ، خاصة ونحن نراهم يتقاسمون الجبنة والمحاصصة في الوطن على عينك يا دولة.
وإذا كان الأمل ينمو من خلال الرعايه والاهتمام ويمرض ويموت اذا فقدها فهو لا يقوى على الحياة وحده ، وهو بحاجة أن يجد له أصدقاء مثل الحب والحنان والاهتمام لتحقيق احلامه ، وهو يخشى من أعدائه الالم والقساوة حيث تتحطم احلامه امامها.
فعندما يتحد اعداؤه ضده وهو صغير لايقدر على مواجهتهم، يضعف ويستمر في الضعف كضوء قنديل في ليل مظلم، كلما اراد أن يضيء، سارعت الرياح لإطفاء الضوء فيتحول رماده لوهج .
لبنان هو هذا الأمل الذي يطلب منكم المساعدة ؟ لكنه لا يستجدي عطف أحد !…
إذا اردتم إعادة الامل لشباب لبنان، أعيدوا له ضوء القنديل بداخله، ولا تعطوه خطابات لا تشبع ولا تغنى من جوع ولا تساهم الا بإضاءته قليلا، حتى اذا ادرتم ظهوركم انطفأ مجددا .
يقولون ان من يتوهج قلبه بالامل لاتقوى الحياه على اطفائه، فما بالنا بمن مات الامل بداخله فهل يتوهج جثمانه الحي …..
يأتي حديثنا عن الامل عشية ١٥ تموز موعد إطلاق المركبة الفضائية الامارتية التي تحمل اسم “مسبار الامل ” من قاعدة اطلاقها الى المريخ من جزيرة تانيغاشيما في اليابان ، وهذا هو الوقت الوحيد المتاح فيه ارسال مركبة من الارض للمريخ لانه في هذا التاريخ يكون في اقصى نقطة تقارب بين الارض والكواكب وهذا يحصل مرة واحدة كل سنتين! ويصل مسبار الامل الى المريخ في بداية سنة ٢٠٢١ التي تعادل 687 يوما على الأرض.
الحلم العربي الاماراتي بدأ سنة٢٠١٤ وتم تحت اشراف الدولة الاماراتية بفريق عمل مكون من ١٥٠ عضوا وتمثّل السيدات فيه ٣٤٪ وتم تصنيع ٦٦ قطعه ميكانيكية في دولة الامارات وتم إنجاز المشروع في ست سنوات بدل عشرة
نختم لنقول اننا بانتظار مسبار “الامل” اللبناني ونحن على يقين أن الامور سوف تتغير طالما الله معنا ،إنما ما نخشاه أن لا يبقى من لبنان سوى الاسم فقط لان الاحلام باتت ممنوعة في وطن يهجره الابناء ،
ورغم ذلك لن نفقد الامل لانها مسألة وقت ولان الله معنا ….
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور