الخوف على مستقبل الوطن …
كتب نقولا ابو فيصل*
كثيرا ما يخالجني الخوف الكبير على مستقبل وطني، وأراجع مراحل تدهور الدول المنهوبة في العالم ، وأدعو الله أن يبعد عنا القتل والفتن وانفلات الأمن والأمان.
وبالرغم من حجم الخطر الكبير الذي يهددنا؛ أتساءل هل مجتمعنا مدركٌ لهذا الخطر بجدية وهل بدأ حكامنا العمل من أجل استمرار وحدتنا الوطنية؟
أتحدث هنا عن واجباتنا المجتمعية والوطنية تجاه الوطن.
الحقيقة أنه لو ضعف الأمن، فإننا سنرى اللصوص وقطاع الطرق في كل مكان، ولكن ليس هذا هو الخوف فقط! الخوف الحقيقي والتهديد الجدي لتماسك هذا البلد في نظري هو عودة الامن الذاتي علنا ،وهذا في غاية الخطورة، لانه ربما يتم ذلك الان ولكن تحت مسمى شرطة بلدية او غير تسميات ،
كذلك خوفي من خطر عودة التشدد الديني، وهذا الخطر غني عن الشرح والتفصيل، فالنماذج في الماضي القريب غنية وتحت عدة مسميات من المنظمات الدينية في كل المناطق اللبنانية التي تأخذ الدين غلافا لها ، وربما شعور المواطنين في لبنان بالرعب والخوف من أولئك الناس، ولست هنا لأدين وأبرئ ولكن للأسف مع كل تلك الصور المخجلة؛ فإننا لا نزال نسمع من يُبرر لهم ويدافع عنهم حتى لو لم يتبنَّ آراءهم.
أختم وأقول إن لم ندرك ما يهدد بلدنا ووحدتنا التي بناها الأجداد بدمائهم ، فإن الخطر أمامنا. الوطنية ليست ترفا ويجب منع البعض من الحفر في أساسات هذا البلد من حيث لا يشعر، كي لا يضيع هو ونحن والبلد .
إن الاستعداد لمواجهة المستقبل ليس بحمل السلاح والتحريض عليه، بل هو أولا بمعالجة جسدنا الفكري والثقافي، لنقف صفا واحدا بوجه أعدائنا ، ولا أدري متى سيأتي اليوم الذي سوف نملك فيه الشجاعة لنراجع فيه أنفسنا ونبحث عن أخطائنا لنصححها، ونجمع كلمتنا أمام كل متربص بالامن ؟
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع، مدير عام مجموعة غران دور الإقتصادية