بين إطعام الافاعي البشرية عسلاً وتغيير طبيعتها السامة…
كتب نقولا ابو فيصل*
هل تبقى الافاعي البشرية في لبنان وتبقى معها سمومها القاتلة حتى انقضاء الدهر؟ وهل هذا هو قدر اللبنانيين ؟وهل يمكن نزع سمومها وإجبارها ملازمة جحرها ومراقبتها وتعريف الأجيال القادمة بها وبألاعيبها الوسخة السامة؟ وهل جميع الافاعي هي سامة ويجب الحذر منها وعدم الرأفة أو الرحمة بها لانها إن تمكنت فإنها تلدغ الانسان حتى الموت دون رأفة أو رحمة ؟ ولا بد من الاعتراف أن هدوء النفس عند شعب لبنان المسكين لم يأت مِن فراغ ، وربما سكنّت في نفوس أبناء هذا الوطن المعذب آلاف الصرخات التي لا حدُود لها ولكن لم يسمعها غير الله !
الى ذلك، فإن تشبيه بعض رجال الاقتصاد وحكام المال ورجال السياسة وأصحاب المصارف اللبنانية وكبار التجار المهربين المحتكرين والمرتهنين للخارج وعملاء السفارات لا اصدقاءها بصفة “الافاعي البشرية ” ليس صدفة فكل مصائب لبنان جاءت على ايديهم وكان خراب بيروت نتيجة حتمية لسمومهم التي يستمرون بإطلاقها في الاعلام وعبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي ،والتي قضت الى حدٍ كبيرٍ على سمعة الوطن والمواطن وعلى طموحات شعب قرر الهجرة هرباً من ظلم وسموم لدغات الافاعي البشرية القاتلة …
وهكذا نجد أن العديد من أهل السياسة والمال والقانون ربما في لبنان هم مدانون بجرائم حرب قتلوا فيها وظلموا ، سرقوا ، بطشوا بإسم الوطن والقانون واثبتت جميع التقارير الدولية تورطهم ولم تطالهم يد العدالة ولا تزال الاقلام الحقيرة والابواق المأجورة تدافع عنهم وتبرر جرائمهم بإسم الواجب الوطني وعدم التفريط بتراب الوطن ، مسخرة حقيقية هذه ؟ أم استخفاف في عقول اللبنانيين الذين فقد معظمهم جنى عمره ؟ المشكلة هي فينا نحن شعب يطبل ويزمر لحكامه منذ ايام الانتداب وربما قبل ذلك بكثير ، وربما المشكلة هي أننا أغفلنا هذه الحكمة القائلة ” اذا وضعت أحداً فوق قدره فتوقع منه أن يضعك دون قدرك” “وتخبزوا بالافراح الى أن يأتي اليوم الذي يتوقف فيه الصغار عن الزحف واللحس عندها يتوقف الكبار عن الهيمنة!!؟
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب ” جزء ٤