روكز يحرّك العسكريين ويلاقي الراعي لخلاص المسيحيين من العهد

لليوم الثاني على التوالي، يتحرّك عشرات المحتجّين في الضاحية الجنوبية اعتراضاً على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. قطعوا، اليوم الجمعة 17 تموز، أوتوستراد هادي نصر الله للمرة الأولى منذ انطلاق التحركات الشعبية. وقطعت الطريق مرتين، الأولى صباحية والثانية مسائية. والسبب انقطاع التيار الكهربائي أولاً، وباقي الأسباب الأخرى.

وبينما كانت الضاحية تتحرّك، عادت حركة الشارع في بيروت أيضاً، في تحرّكين على مسارين مختلفين تماماً: الأول صاحباه النائب شامل روكز والوزير السابق شربل نحاس، ففاض بمناخ العسكرة والجيش، لأن أغلب المشاركين من قدامى العسكريين. والثاني لمجموعات من ثورة 17 تشرين. 

ساحة الشهداء
نظّمت “​جبهة الإنقاذ الوطني”​ و”حركة مواطنون ومواطنات في دولة”، تظاهرة في ​ساحة الشهداء​ ب​بيروت​، رفضاً للفساد و​المحاصصة​. تحت عنوان “البديل موجود”، أطلّ روكز ونحاس على جمهورهما في الساحة. يريد الأول تأكيد شرعيته الشعبية بعد خروجه من تكتل لبنان القوي وسائر منظومات العهد السياسية. أما الثاني فيسعى لتكريس نفسه أيضاً وجهاً أولاً للساحة. وبين الوجهين، كان غرض التحرّك توجيه رسالة واضحة: بات للثورة قادة، شامل وشربل.

لاءات روكز
روكز، الخارج من عباءة العهد لا من عائلته، يؤكد على لاءات ثلاث: لا تقطعوا الطرقات ولا تواجهوا العسكر ولا تشتموا. ومع هذه اللاءات، ركّز هجومه على صهر العهد جبران باسيل، رداً على اتهامه بالخيانة، فقال إنّ “الخيانة هي أن أرى الصفقات تمرّ من تحت الطاولة وأبقى صامتًا. الخيانة أن أكون مسؤولًا على مدى سنوات، وأتّهم غيري بفشلي، بحجّة أنّهم ما خلّوني اشتغل”. وأضاف: “الذي من لم يخلّوه يشتغل، الأشرف له أن يستقيل ويترك المجال لمن يستطيع أن يعمل”. وشدد روكز على أنّ اللبنانيين “شبعوا حكي، ونحن اليوم نجتمع من الناطق كلها والطوائف ومن ​الجيش​ اللبناني و​المجتمع المدني​ والمدارس والجامعات، ثائرين ومنتفضين على سلطة الفساد والتبعيّة والتزلّف والارتهان”. 

لاءات نحاس
أما أمين عام “حركة مواطنون ومواطنات في دولة”، الوزير السابق شربل نحاس، فأشار إلى لاءات ثلاث أخرى: لا لسلطة تحاصصية للفساد، ولا لتكنوقراطية التمويه، ولا لعسكرية لقمع الحريات. ووصف نحاس العسكريين بالموظفين، الذين يعانون مثلهم مثل غيرهم من اللبنانيين من الأزمة والفساد والمحاصصة. واقترح طرحاً انقاذياً مشيراً إلى أنه “سيتم فرض التفاوض على انتقال سلمي للسلطة إلى ​حكومة​ بمهمات تشريعية استثنائية مدتها 18 شهراً لإدارة ​الأزمة​ بشكل عادل، وإرساء شرعية ​الدولة المدنية​. وعمل الحكومة مبرمج بدقة من خلال جردة للقدرات المتاحة، وإقامة شبكة أمان اجتماعي و​التغطية الصحية​ الشاملة ومجانية التعليم للجميع، عبر مراسيم اجتماعية مباشرة”. ثم تنظيم “انتخابات​ تشريعية بنظام يجعل المواطن يختار من يريد وتتولى الدولة المدنية حمايتها ورعايتها، وهذا كلام محدد وواضح قبل التفاوض، والغاية تحددها الحاجة، وهذا يطوي 50 سنة من دمار الدولة وأصابتنا بالصميم”.

التضامن مع الحركة
أما في الأشرفية، فتجمّع العشرات من ناشطي وناشطات مجموعات ثورة 17 تشرين للتأكيد من جديد على مطلب استقالة وزير السياحة والشؤون الاجتماعية رمزي المشرفية الذي أثبتت التحقيقات مسؤولية عناصر حمايته في الاعتداء على الناشط والمحامي واصف الحركة. وانطلق المحتجّون في مسيرة إلى مبنى وزارة الشؤون الاجتماعية في بدارو، مروراً بقصر العدل في بيروت، وردّدوا شعارات الثورة ومطلب استقالة المشرفية وكل الحكومة نتيجة الفشل الحاصل وعجزها عن معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية والمالية والاجتماعية المتلاحقة.