بين موت النمل وموت الشعب !
كتب نقولا أبو فيصل*
لعل من عجائب الموت عند النمل أن النملة عندما تموت تنعى نفسها بنفسها، لكن كيف ذلك .؟
لقد وجد العلماء أن النمل ينشر عند موته رائحة خاصة تنبه بقية الأفراد إلى ضرورة الإسراع بدفنه قبل انجذاب الحشرات الغريبة إليه، فإذا اشتموا الرائحة، علموا أن نملة ماتت، فيقومون بواجب التشييع.
وعندما قام أحد العلماء بوضع نقطة من هذه المادة على جسم نملة حية، سارع بقية النمل إليها ودفنوها حية، على الرغم من أنها حية تتحرك وتقاوم ، وحينما تمت إزالة رائحة الموت تم السماح لهذه النملة بالبقاء في الحياة. وتسمى هذه الرائحة ( حمض الزيتيك أو الأوليك ).
فكما ان الإنسان يدفن موتاه، النمل كذلك يدفن موتاه، ويؤمن كما يؤمن به الإنسان.لأن من تكريم الإنسان دفنه، وكذلك للنمل مدافنه الخاصة، وهي مقابر جماعية، والنمل نظيف جدا لا ينشىء المقبرة في المستعمرة وإنما بعيدا منها.
وموكب التشييع موكب هائل عظيم، يشيعون النملة إلى مثواها الأخير، وهكذا مثل الإنسان. وقد تموت في اليوم الواحد نملات كثيرات يبلغ عددها عشرات وأحيانا مئات…
ومن كثرة الاحتكاك بالموتى تنتقل رائحة الموت إلى النملات اللاتي يقمن بعملية الدفن
فتحرص النملة عندما ترجع من المقبرة بلعق نفسها بلسانها لتزيل كل أثر علق بها من الرائحة
لأنها إن بقيت فستدفن وهي حية.
********************
رب سائل يسأل ، هل صرنا في لبنان أشبه بالنمل ندفن أجسادنا ونحن أحياء؟! لأن غبار الموت التصق بِنَا نتيجة أفعال سلطة سياسية فاسدة مهملة حكمت لبنان وأورثتنا الفقر والبطالة والقهر والذل والهجرة .
هل رائحة الموت تفوح من قرانا ومدننا وبتنا ندفن احلامنا وطموحاتنا في وطن طالت عذاباته ؟!
وحتى لا ندفن أحياء كالنمل عندما تلتقط رائحة الموت ، فإننا نطالب أصدقاء لبنان المساعدة لتسهيل رحيل هذه السلطة واستلام الجيش اللبناني زمام الامور قبل أن تخرج عن السيطرة، وما حصل في مرفأ بيروت أو على الطريق الساحلية ليلا في خلده وقبلها في الكورة يؤسس لهجرة واسعة، ربما لم يشهد لبنان مثيلها منذ تسعينيات القرن الماضي.
اكثر من الفي ضابط متقاعد أبدوا رغبتهم العمل مجانا وبدون مقابل في إدارات الدولة ووزاراتها ولا تجاوب من الطبقة السياسية الفاشلة، بل كان رفضا بالجوهر والمضمون .
والجواب عندكم، لماذا قالوا لهم شكرا لا نحتاج مساعدتكم؟!…
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية.
