بين الآمال والآجال يضيع العمر …
كتب نقولا أبو فيصل*
يروي الشاعر الهندي “طاغور” عن سُلطان مرّ على جَمْع من الفلاحين فلَمَحَ في تقاطيع وجه أحدهم همّاً ثقيلاً، فسأله عمّا ألمّ به فوجده يشكو الفقر وسوء مُعاملة سيّده الإقطاعي وسمعه يقول بإنكِسار بالغ
“لو أنّ لي شبر أرض، لعشت حياتي كُلّها سعيداً”
وقعت هذه الكلمة في قلب السّلطان فشفق عليه ،وأشار له إلى أرض بمدّ البصر وقال:
“تلك الأرض التي ترى مُلكي، فأمّا بدايتها فهي لك، فاركُض فيها، وحيثما توقّفت قدماك سيكون انتهاء أرضك”
مشى الفلاح وركض بكل قِواه، وكُلّما ابتعد قال سأركض أكثر ليزيد مِلكي
الى أن خارت قِواه وهو يركض ولكنّه كان يضغط على نفسه ويقول:
“إنّ ما نلته قليل”
فركض وركض حتّى سقط ميتاً.
وقصة طاغور اليوم هي قصة أولئك اللاهثين خلف سراب الحياة الدنيا ليل نهار.
وقصة الراكضين للخلف عبثا من حيث أرادوا المضي قدما.
وقصة أولئك الذين يجهلون
أن الٱمال أطول من الٱجال
وأن الٱثار أبقي من الأعمار.
وقصة كل لبناني وأنا منهم لا يزال يؤمن بقيامة وطن اسمه لبنان ويأمل بانتزاعه من يد الجلادين من حكامه.
ومع قول طاغور :
“لا يهمني من يحكم شعبي مادمت انا الذي اكتب اغانيه”.
نؤكد أننا سوف نستمر في صناعة الامل كوننا نعمل في الصناعة وسوف نخوض تحديا جديدا لننهض بوطننا لبنان
ولنمد أيدينا ولنتشارك مستقبل مشرق لهذا الوطن نراه أقرب من اي وقت مضى.
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية