المواقف تدفع نحو التكليف الخميس.. والخشية من تطيير التأليف
فيما تراوح الحركة السياسية على حالها في المواقف وجمود الاتصالات، دون تسجيل أي خرق على صعيد حلحلة العقد التي أدّت لتأجيل الاستشارات النيابية الملزمة إلى الخميس المقبل، وبعد فشل الوساطات التي سعت بعيداً عن الأضواء للاتصال بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل، استمرت معارضة الأخير لتكليف الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، ورغم كل ذلك يبدو أن بصيص أمل تظهّر في الساعات القليلة الماضية تمثّل بدعم أميركي للمبادرة الفرنسية للعمل على تشكيل حكومة مستقلة برئاسة الحريري، وتجلّى ذلك من خلال اللقاءات التي عقدها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر مع القوى السياسية، مستثنياً باسيل منها، فهل يمكن أن تبقى الاستشارات النيابية دون تأجيلها مرة جديدة، وبالتالي يتم تكليف الحريري وترحيل الأزمة من التكليف إلى التأليف؟
مصادر متابعة تحدثت عبر “الأنباء” عن مجموعة عوامل أدت الى نوع من التفاؤل باتجاه الحلحلة، وأن ورئيس الجمهورية ميشال عون لن يلجأ الى تأجيل الاستشارات مرة أخرى كي يدفع عن الرئاسة الأولى خطيئة التعطيل وتضييع الوقت.
هذه العوامل مجتمعة، بحسب المصادر، حدَت برئيس مجلس النواب نبيه بري للإعلان عن تفاؤله ببقاء الاستشارات في موعدها، وهو مؤشر ايجابي كي تأخذ الأمور مسارها الطبيعي.
توازياً، كررت مصادر بعبدا عبر “الأنباء” الحديث عن “حرص عون على تطبيق الدستور واجراء الاستشارات النيابية في موعدها المحدد”، معتبرة أنه “لو كانت الأمور على ما يرام الأسبوع الفائت لما أرجأها الى هذا الأسبوع، وأن لا نية لديه لتأجيلها مرة جديدة لأن مواقف الكتل النيابية أصبحت معروفة والتأجيل لن يقدم ولا يؤخر”.
بدورها، مصادر عين التينة التي سبق وتحدثت لـ”الأنباء” عن اتصالات بعيدة عن الاعلام يجريها بري مع القوى السياسية كافة ومع رئيس الجمهورية، وعلى ضوء المعلومات التي توفرت لديه، أكدت المصادر بأن الاستشارات ستجري في موعدها.
ورداً على سؤال حول تمرير التكليف ونقل الأزمة الى التأليف الذي لن يتم قبل الانتخابات الأميركية، استغربت المصادر هذا الكلام وذكّرت بما قاله شينكر بهذا السياق عندما سأل “لماذا تحاولون دائما ربط أموركم وقضاياكم الداخلية بالتطورات الدولية، ولماذا لا تستفيدون من الوقت؟ وما شأن تشكيل الحكومة عندكم بالانتخابات الأميركية؟”.
مصادر عين التينة شددت على “وجوب الاستفادة من الوقت وأن يباشر الرئيس المكلف باتصالات التأليف فوراً”، معتبرة أنه “من الممكن تشكيل الحكومة قبل الثالث من تشرين الثاني موعد الانتخابات الأميركية”.
مصادر تكتل “لبنان القوي” اشارت من جهتها عبر “الأنباء” الى أنه “إذا تمكن من تشكيل حكومة مستقلين كما وعد، فإن التكتل قد يعيد النظر في جلسة الثقة”.
مصادر “المستقبل” لم تعلّق على كل ما يشاع حول الاستشارات النيابية وما اذا كانت ستبقى في موعدها أم ستؤجَّل مرة جديدة، معتبرة ان “الصمت افضل من الكلام في هذه المرحلة، وهي لن تعلن أي موقف بانتظار التكليف وبعدها لكل حادث حديث”.
بدورها، نفت مصادر حزب الله عبر “الأنباء” ما يقال إن الحزب قرر ان يستدرج الحريري الى التكليف وعند التأليف لن يتردد بوضع العصي في طريقه، معتبرة أن هذا الكلام بأنه “عار من الصحة جملة وتفصيلا، وكل المواقف التي تصدر من عين التينة تعبر ايضا عن موقف حزب الله أي عن موقف الثنائي الشيعي”.
في الشأن الصحي، ومع استمرار عداد كورونا بالارتفاع وبعد اقرار وزير الداخلية محمد فهمي الخطة الثالثة من اقفال البلدات والقرى المصابة والتي تمثلت بـ79 قرية مع ابقاء التدابير المشددة على حالها، أشار رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي البروفيسور بيار أبي حنا عبر “الأنباء” الى ان النتائج العملية للتدابير المتخذة من قبل وزارتي الصحة والداخلية بالاقفال الجزئي ولمدة اسبوع فقط لما يزيد عن 200 بلدة حتى الآن “لن تظهر فاعليتها قبل عدة أسابيع ومعرفة مدى التزام سكان هذه البلدات التي شملها قرار الاقفال بالتدابير الوقائية اللازمة”. وقال: “المشكلة تكمن في تداخل المناطق مع بعضها البعض، فما يحصل يعيق تطبيق التدابير الوقائية بالشكل المطلوب لا بل يزيد مخاطر الاصابات أكثر وبالأخص اذا لم يكن هناك تعقيم فعلي للداخلين والخارجين من وإلى هذه البلدات”.
وعن وضع كورونا بشكل عام، أشار أبي حنا الى “اننا ما زلنا في مرحلة الانتشار القوي، فعدد الحالات مرتفع جدا والمستشفيات تتعرض لضغط كبير ولا قدرة لها على الاستيعاب أكثر”، واصفا الوضع بالدقيق الحساس، قائلا: “لا حل الا بالالتزام الكامل بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي وعدم التجمعات ووقف كل المناسبات الاجتماعية وبالأخص في الأماكن المغلقة، والمصاب يجب ان يعزل نفسه في مكان خاص به لأن عدم الالتزام بالعزل يتسبب بمشكلة كبيرة”.
واقترح ابي حنا “تخصيص برامج تلفزيونية لتوعية المواطنين بشكل يومي تستضيف أحد المسؤولين الصحيين فيقدم ملخّصا عن ارقام كورونا وطريقة انتقال العدوى من انسان الى اخر، فهذه العملية ربما تساعد على ترسيخ الوعي أكثر عند الناس ودفعهم الى الالتزام باجراءات الوقاية من الفها الى يائها وبغير ذلك سنبقى نشهد على مزيد من الاصابات”.
الأنباء