قرية #بدر_حسون والبحث عن عطر مفقود … لصناعة الخلود!
عندما تصبح شجرة الحياة.. وعطرالأرز.. صناعة الخلود
على طريقته وباسلوب فني ساحرومثير يشبه قريته ذات الجمال الآسر والسحر الأخاذ ، تلك القرية التي تعد قطعة من سماء ومملكة عطر وطيب في جنة افترشت ركنا من أرض الكورة شمال لبنان، أنزل مؤسس القرية البيئية النموذجية ” بدر حسون” ملائكة السحر والجمال من عليائها إلى باحة تلك القرية في استعراض فني ومسرحي يحاكي قصة العطر المفقود حيث تلاقت فيه شجرة الحياة مع الذهب،بسناريو كتب بماء من ذهب عبر شخصيات القصة وهويات أبطالها على أرض وطن الحنين والانتماء وتراث الاجداد وعزف سمفونية الفرح على مدارج قرية بيئية لا تشبه إلا ذاتها، لتنشر أريج عطر يروي قصة اللبناني المتفرد بابداعه وبمدى قدرته على اختراق قشرة الكون لولوج جوهر الحضارة الانسانية لاكتشاف سر ذلك العطر وديمومته على مر العصور.حيث التاريخ إن حكى سيكون شاهدا على تفرد تلك القرية وفرادة مؤسسها بدر ومديرها امير.
فكرة الكشف عن سر تلك العظمة ورواية العطر في البحث عن لؤلؤة المستحيل عبر عنها مؤسس امارة العطر والصابون بدر حسون، ومديرها العام أمير حسون باستعراض كان يحتاج إلى زمن آخر وتوقيت مختلف عن زمن الكورونا كي يتحول إلى مسرح مفتوح على الجمال وعلى الابداع اللامتناهي لكن لكل لحظة عبقها الخاص وأريجها الاستثنائي، حيث تقول قصة العطر ” عطر الأرز” عندنا في بلادنا، عطر مفقود. اكتشف سنة ١٤٨٠. عطر تتلاقى فيه شجرة الحياة، مع الذهب”. فكرة طالما رددتها جدة سارية على مسمعها، فلم تغب عن ذاكرتها يوم هاجرت بلدها لبنان.
في غربتها، افتقدت سارية هويتها. مهما طال الزمن، والبعاد، يبقى الحنين للوطن، والانتماء إليه شغف المهاجر. عادت سارية تبحث عن هوية، ورواية جدتها عن العطر المفقود مسار بحثها. تساءلت بينها وبين نفسها في بلاد الاغتراب: “كيف أبقى بلا هوية بينما شعوب الأرض منذ بدء التاريخ، تنجذب إلى موطني، ساعية ل”شجرة الحياة”، ومنها أريج عطرها!”
طردت سارية الغربة، وعادت إلى موطنها. اتجهت نحو الكهوف، والجبال، والأودية، تتتبع أريج عطر منبعث من الجبال. عثرت على لوحة. هي شجرة الحياة السومرية، الممزوجة بالحب، والخصب، وعبادة الإله. تلمستها، فتحركت بيدها. كانت تخبيء ما ترمز إليه، أي عطر لبنان في قنينة صغيرة، من شجرة الحياة. أدركت عبر اللوحة أن الشجرة التي تعطي هذا العطر ليست بعيدة، إنها في متناول كل باحث عن الحب، والحق، والثبات.
لم يكن العثور على الشجرة المحفورة على اللوح السومري صعب المنال. في كل تلة وجبل لبناني، “شجرة الحياة” التي عرفت منذ ما قبل التاريخ ب”الأرز”. شجرة شغفت حضارات العالم بها، فبنى منها سليمان الحكيم هيكله، والفراعنة قصورهم، والأشوريون والأكاديون مدنهم، والرومان حضارتهم، وفي العصر الحديث، اعتمدها الانكليز لبناء سكة الحديد التي ربطت حضارات العالم بين الشرق والغرب، ورغم كل ذلك التقطيع لها، ظلت صامدة، تقارع الأعاصير، وتتحدى الزمن رمزا للصمود.
ربطت سارية بين الأريج الذي عثرت عليه تحت اللوحة، وما ينتشر في كل مكان من عبق البخور، والأصماغ فأدركت أن نبع العطر هي الأرزة، شجرة الحياة الخالدة. تذكرت كيف لم يخلُ كتاب تاريخ، ولا كتاب مقدس من ذكر العطر، وشجرة الحياة، الأرز. أدركت أنها استعادت هويتها المفقودة التي تربط بين الأرض، والسماء، والانسان والشجرة، في كل مكان من موطنها.
“يرمز عطر شجرة الحياة إلى هويتنا وانتمائنا، وترابط شعبنا بكل فئاته. هذا ما كنا نسعى إليه لاستعادة هذا العطر المفقود، وإحيائه في ظروف صعبة، ملؤها التحدي”، يقول #أمير_حسون، واحد من الفريق الكبير الذي سعى للبحث عن العطر، وجذوره، وحكاياته، ومصادره، وتجميعها، وتصنيعها، وفي هذا البحث المضني، لكن بحماس الشباب، وشغف كل وطني، يقول حسون، “كنا نناضل لاستعادة عطر حياتنا الوطنية، ورمزيتها، وفي خضم نضالنا شعرنا بأننا أحدثنا تغييرا نادرا، فاندمج في سعينا المشترك، أشخاص، وأناس من مختلف مناطق لبنان، وفئاته، وكان مسارا طويلا وشاقا، انتهى لاستعادة عطر الحياة، من شجرة الحياة، التي جمعت لبنانيين من مختلف المناطق والمشارب”.
قدم الفريق المنتمي ل”قرية بدر حسون البيئية” العطر المستعاد في استعراض فني غلب عليه فن التشكيل، والمسرح، ليضفي على مناسبة إطلاقه من جديد، روحية الابتكار التي تميز لبنان بها، وبرع بها لبنانيون من مختلف المشارب، وفي لبنان وكل أنحاء العالم.
عرض فيلم توثيقي يروي طريقة اكتشاف العطر، وشجرة الحياة، ثم العناصر التي استخدمت في الاكتشاف، والتصنيع، والتوضيب، فرواية العطر، استعرضها مؤسس القرية البيئية بدر حسون، متحدثا بانفراد، وتباعد، لكل فرد من الأفراد الذين جرى اختيارهم، عن اكتشاف العطر منذ ١٤٨٠، ففقدانه، وصولا إلى إحيائه في قريته البيئية، والأبحاث التي جرت حوله، والاختبارات التي أقيمت على مراحل وسنوات طويلة، والاستعانة بخبرات عملانية، وأكاديمية، قبل التوصل إلى إدراكه من جديد.
قدمت رواية العطر، وأهميته إن في الحياة الشخصية للانسان، أم في ما يجمعه من أبعاد وطنية، لمائة شخص جرى اختيارهم بدقة، وعبرهم يمكن إيصال هوية لبنان التاريخية، والدهرية إلى مختلف أنحاء العالم. هكذا يختم حسون كلامه، مؤكدا أن “الخالدين هم من يصنعون الحياة، كشجرة الحياة، ومن يصنعون الخلود كعطرها المذهب”.
وتعليقا على القصة الحدث والاستعراض المثير للدهشة أعرب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع #نقولا_ابو_فيصل عن دهشته وشغفه لملاحقة العطر المتطاير في أرجاء قرية بدر حسون سحرا وجمالا وفنا وابداعا من خلال عمل مسرحي واستعراضي اجتمعت فيه رائحة العطر والصابون والاصالة والتراث والحداثة مع الابداع في ايصال الفكرة وتقديم ما هو مختلف وغير مألوف في تعرفنا الى العطور والزهور في قرية تشبه الاحلام الجميلة، حيث يطالعك العبق الاثيري بتوقيع فنان حاذق ومبدع يستحق لقب المحترف في فن الحياة والامساك بناصية الحلم، يسانده أمير يعرف كيف يقطف الزهر ويصهره بابتسامة نقية ليخرج عطرا من طينة تلك الارض وبكارتها،فكم هو غني لبنان بهذا الموج من العطر الخالد الذي تحول على يدي عائلة حسون إلى رسالة ممهورة بخاتم الصناعة اللبنانية التي تنافس ارقى الماركات العالمية واكثرها جودة وتميزا وتألقا حتى ليصح القول ان القرية هي سفيرة قرى لبنان الى بلاد الانتشار والذوق والتميز.
وللزائر البقاعي مدير عام شركة أوميغا رئيس بلدية مجدل عنجر #سعيد_ياسين تعليق على مشاهدته ذلك اليوم الجميل في قرية بدر حسون النموذجية، إذ يقول :” للعطر كيمياء خاص في تلك البقعة من شمال لبنان وكأن العطر يجذبك إليها من أقاصي البقاع، حيث بصمات الخلود تجلت في قصة مثيرة للجدل تحاكي هوية ابتكار ذلك العطر الشفيف في عمل فني استعراضي جاذب، يجعلك تتماهى مع الحدث وتعيش فصول تطور رحيق ذلك العطر حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من ذوق واناقة وجمال وجاذبية وشهرة عالمية ليستحق لقب سفير لبنان إلى مملكة العطور عنيت بدر حسون ونجله أمير، حيث الثقافة فعل ايمان والصناعة فعل احتراف.
اليومية / عارف مغامس