جوزاف عون الى أين… بعد ٣ سنوات؟
كتب داني حداد في موقع mtv:
يجلس العماد جوزاف عون مرتاحاً على كرسيه. يتحدّث مرتاحاً. لا يرتدي قفازات ولا ربطة عنق، بل بدلة عسكريّة ونجوماً كلّلتها عن استحقاق.
كان طموح العماد عون الوصول الى قيادة الجيش. الى هنا ينتهي سقف الطموح. لا يريد لقيادة الجيش أن تكون معبراً الى مناصب أخرى، فتصبح قرارته أسيرة الطموح. لهذا يجلس، ويتحدّث، مرتاحاً. ينام ملء جفونه عن شواردها، وفق قول الشاعر.منذ وصوله الى قيادة الجيش، رسم العماد جوزاف عون خطّاً واضحاً لعلاقته مع الإعلام، على قاعدة “لا تقترب منه كثيراً فتحترق، ولا تبتعد عنه كثيراً فتصبح في العتمة”. هو يحترم الحريّة الإعلاميّة، لكنّ الأولويّة لديه للقانون والمؤسسات والأمن. يردّد دوماً عبارة “الحريّة مسؤوليّة”.أما مع السياسيّين، فالصورة واضحة أيضاً. تبقى علاقته جيّدة بهم ما داموا لا يتدخّلون بشؤون المؤسسة العسكريّة.جوزاف عون عسكريّ من رأسه حتى أخمص قدميه. عمره في المؤسسة ٣٧ سنة، كان فيها دائماً في الميدان، وخاض حروباً، ولم يجلس يوماً وراء مكتبه قبل تسلّمه القيادة. من هنا، تراه يتحدّث مع العسكريّين بلغتهم، ويعرف معاناتهم، وقد ألقيت على كاهلهم مهامٌ كثيرة، أصعبها مواجهة المتظاهرين وهي مهمّة لم يتدرّبوا يوماً عليها.ولعلّ عدم إرضاء أحد من الفرقاء السياسيّين، وحتى المجموعات المعارضة، دليل على أنّ الجيش يقوم بواجبه.أما في ملف ترسيم الحدود، فيبدو قائد الجيش متفائلاً، مع تأكيده أنّ لبنان ليس في وارد التخلّي عن حقوقه ويملك الفريق المفاوض تعليمات واضحة بهذا الخصوص، كما يملك هامشاً للتفاوض من خلاله.
تتقدّم مصلحة المؤسّسة العسكريّة عند جوزاف عون دائماً على ما عداها. ولكنّه رجل يجيد السماع، ويتقبّل الانتقاد، ويجيد المحاورة. متواضع، خرج من الأرض وينوي العودة إليها.بعد ثلاثة أعوام، حين تنتهي ولايته في قيادة الجيش، تنتظره أرضه في العيشيّة…ولكن، بعد ثلاث سنوات، يخلق الله ما لا تعلمون. هكذا علّمتنا السياسة في لبنان.