“كلنا يعني كلنا”… لسنا للوطن
كتب نادر حجاز في موقع mtv:
في “جبال الصوان” و”سفر برلك” و”أيام فخر الدين” وغيرها… بنى الرحابنة أحلامهم علّها تزهر وطناً يشبه أمجاد مسرحهم ورجال دولة من طينة أبطال من ورق غُزلوا في الأغاني وعلى “مطلّ الضيعة” و”خلف الجرود العالية”.
الا ان هذا الوطن بقي على أدراج بعلبك وفي غرف قلعة راشيا وفي صبحيات اللبنانيين، نستحضره في وداع الشهداء كلّما عصفت ريح سوداء علينا وكان الثمن ان ندفع من دمائنا القربان.
الا اننا عبثاً نجد هذا الوطن وكل ما في بنيانه ينهار، وهل من وطن من دون دولة قائمة على المؤسسات والقانون وقادرة على تأمين حياة كريمة لمواطنيها؟
هل من وطن من دون شعب يكون ولاؤه لأرضه وبلده وينتمي اليه لا الى عواصم الدول؟
هل من وطن من دون قاضٍ يحكم بالعدل ويحمي الناس بدل أن يكون شريكاً في ظلمهم؟
فأين نحن من وطن نحلم كل يوم بأن يخرج من أسر سجّانبه ليعيد لنا الكرامة؟
نعم وطننا المرسوم في القصائد وفي قوافل الشهداء، أسير في سجن نظام جرى تفصيله على قياس الطوائف لا أحلام شعبه، سجن حكم يتبدّل جلده كل ١٠ سنوات ولا يتغيّر نهجه.
الا ان السجن الأخطر هو الوصاية الخارجية التي تتنقل من والٍ الى والٍ ومن حاكم الى حاكم ومن جلاد الى جلاد، فقد اعتدنا على الوصايات في كل شيء وعلى كل ما يأتينا معلّباً.
فبأي استقلال نحتفل وكل ما فينا مرتهَن للخارج، حدودنا وحكومتنا ودبلوماسيتنا ومسؤولينا وعملتنا وحتى قمحنا ودواءنا؟
بأي استقلال نحتفل ولم نقدر بعد ان نأتي بعدالة ٢٠٠ شهيد سقطوا بفساد مَن أوكلناهم بهذا البلد وبرقابنا؟
بأي استقلال نحتفل وليس في بيوت اللبنانيين لقمة خبز لأولادهم ولا حبة دواء ولا قرشاً أبيضاً خبأوه لهكذا أيام سوداء، واذ به يتبخّر في حسابات المصارف؟
الوحيد الذي صنعناه بأيدينا صناعة وطنية هو طبقة سياسية أعطيناها الشرعية وجددنا لها مرات ومرات ولا زلنا، وها هي تتفرّج علينا نسقط ولا تزال تتمسك بحقيبة وزارية ولا تبالي.
فحتى نحن لا يحق لنا ان نحتفل، لأننا كلنا، و”كلنا يعني كلنا”… لسنا للوطن.