هذه تشكيلة الحريري… فهل يرفضها عون؟
تتوجه الانظار بالساعات القليلة المقبلة الى بعبدا التي يتوقع ان يزورها للمرة الثانية في اقل من 48 ساعة الرئيس المكلف سعد الحريري بعد اللقاء الذي كسر «جليد القطيعة» الاثنين والذي جمعه الى رئيس الجمهورية ميشال عون وخرج باتفاق على «لقاء اليوم»، عله يحمل بشائر ايجابية على خط «الحكومة الموعودة» الا ان معلومات «الديار» تفيد بان الحريري وعلى عكس ما قيل لن يحمل الاربعاء تشكيلة كاملة متكاملة الى الرئيس عون اذ لا تزال عقد كثيرة تحتاج لحلحلة.
مصادر مطلعة تكشف للديار بان ما عرضه الحريري بالامس على الرئيس عون هو التخلي عن مبدأ المداورة بغية ابقاء الداخلية من حصته وبالتالي تبقى الطاقة مع التيار اي من ضمن حصة الرئيس الا ان الاخير تمهل باعطاء جواب نهائي لكن المسالة الاساسية ليست هنا كما تقول مصادر مقربة من الحريري للديار موضحة ان المشكلة الاساس هي في الثلث المعطل الذي يريده رئيس الجمهورية ومعه التيار الوطني الحر. كاشفة ان هذه المسالة كانت ايضا مدار بحث بين الرجلين في اجتماع الاثنين اذ لا يزال الرئيس المكلف يصر على عدم حصول احد على اي ثلث معطل وهو اشترط ذلك لترؤس حكومة اختصاصيين قادرة ان تتفاهم مع المجتمع الدولي وهذا هو المعيار الاساس، فالحريري، بحسب مصادر المستقبل، مقتنع بان الكرة الان هي في ملعب رئيس الجمهورية كي يوافق على هذه المبادئ وبعدها يصبح الكلام على اسماء الوزراء لا على الحصص».
هذا الثلث المعطل، بحسب ما تشير مصادر المستقبل، يتمثل بحصة 7 وزراء يريدها عون ان تكون من حصته بحسب المصادر التي تقول:انطلاقا من هنا فهذه العقدة لم تحل بعد ولا حتى توزيع الحقائب والحصص والاسماء تم البت بها، علما ان معلومات «الديار» تشير الى ان الحريري الغى اجتماع كتلة المستقبل الذي كان مقررا امس الثلاثاء بغية التفرغ لحل نقاط عدة لا تزال تعيق ولادة تصوره النهائي الذي يمكن ان يوافق عليه رئيس الجمهورية باعتبار ان «تصوره الشخصي لحكومة من 18 وزيرا جاهز الا انه عدل عن تقديمه كي لا يكسر الجرة نهائيا مع عون.
وبحسب معلومات الديار فالتوزيع الطائفي لم ينته بعد بانتظار لقاء الاربعاء علما ان مصادر مطلعة تكشف ان ما هو معروض حاليا من قبل الحريري انطلاقا من مبدأ ان المداورة طارت هو الابقاء على الداخلية من حصته الى جانب الحصول على وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والاقتصاد والاتصالات على ان يوزع من بين هذه الحقائب على المردة ووليد جنبلاط.
وهنا ترجح المصادر ان تؤول ساعتئذ الاتصالات الى المردة.
اما الحصة المسيحية، فبحسب «احدث المعروض» ان ما يطالب به التيار او رئيس الجمهورية سيحصل عليه والمقصود هنا الطاقة الى جانب الخارجية والدفاع ووزارات اخرى.
على خط الحصة الشيعية، تكشف ايضا المصادر ان الحريري اعطى الثنائي الشيعي في تصوره الذي سيعرضه على عون كل من حقائب الاشغال والمال والسياحة والعمل الا ان المصادر ذاتها تشير الى انه من غير المعلوم بعد ما اذا كان الثنائي الشيعي قد وافق على هذه الحقائب.
الا ان مصادر مطلعة على جو بعبدا ترى انه ليس هناك من عدالة في توازن المعايير، اي لا عدالة بالمقارنة بين حصة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وهذا امر ايضا لم يبت بعد وهو ما يطلق عليه البعض الثلث المعطل او حصول فريق رئيس الجمهورية على 7 وزراء بدل 6 .
وفي هذا السياق، تؤكد المصادر ان ما قدمه الحريري الاثنين تشكيلة «مبتورة» لا كاملة متكاملة وتقول المصادر : «الكرة ليست بملعبنا بل بملعب من عليه ان يقدم تشكيلة جاهزة كاملة ونحن بالانتظار تختم المصادر».
وفي هذا السياق، تكشف اوساط بارزة ان الرئيس عون لم يكن مرحبا بما قدمه الاثنين الحريري من تشكيلة ناقصة وتوجه له بالقول: «عد الي بتشكيلة كاملة وتصور كامل وانا اعود لك باجوبة معينة وبنرجع الاربعا بنشوف».
وبناء على ما تقدم تعلق مصادر مطلعة على المشهد الحكومي وعلى الحركة الدائرة والتي كسرت الجمود الذي كان سائدا على مدى 3 اسابيع بالقول :« لا شك ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يكثف جهوده الفرنسية والاوروبية معا للضغط على المعنيين في لبنان لتسهيل ولادة الحكومة الموعودة قبيل زيارته الثالثة المرتقبة والمرجحة قبيل عيد الميلاد الى بيروت، وهذا الضغط تحديدا هو الذي «سخن خطوط التواصل» الا ان ما يحصل في الواقع هو عملية تبيان حسن نية من قبل الرئيس المكلف سعد الحريري تجاه الخارج قبيل زيارة ماكرون لكن «تبيان حسن النية» شيء والواقع شيء اخر كما تقول المصادر التي تختم بان الجو الحكومي لا يزال متشنجا وغير مريح لولادة حكومة اقله بالساعات القليلة المقبلة!»