السيناريو الأسوأ الذي ينتظر لبنان!
كتب داني حداد في موقع mtv:
يتّجه لبنان نحو مجهول. ولادة الحكومة مستبعدة في المستقبل القريب، والأسباب داخليّة وخارجيّة. رفع الدعم أمرٌ واقع سيحصل عاجلاً أم آجلاً. لا مؤشّرات إقليميّة على انفراجٍ قريب، ولكنّ الأسوأ بعد ممكن…
تتقاطع معلومات جُمعت من مصادر لبنانيّة رفيعة المستوى وأخرى أمنيّة ومصادر دبلوماسيّة أوروبيّة على رسم سيناريو دراماتيكي للبنان في السنوات القليلة المقبلة.
أصبح احتمال ألا تشكّل حكومة جديدة في العهد الحالي أمراً ممكناً، وهو احتمال لا يستبعده رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ورئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل.
في الداخل، لن يتراجع جبران باسيل عن مطلبه غير المعلن بالحصول على ثلث أعضاء الحكومة، من دون حلفائه. وفي المقابل، لن يوافق سعد الحريري على هذا المطلب. لا إمكانيّة لخرق هذا المشهد إلا بتطوّر خارجي كبير، تحديداً على المستوى الأميركي الإيراني، يشكّل “سحسوحاً” للمعرقلين داخليّاً، فتنفرج حكوميّاً. هذا التطوّر لا يبدو، حتى الآن، قريب الأجل.
ليست الحكومة هي النقطة السوداء الوحيدة في المشهد اللبناني. يبدو إجراء انتخابات نيابيّة في موعدها في ربيع العام ٢٠٢٢ أمراً مستبعداً جدّاً. تسمع كلاماً من مرجعٍ كبير عن أنّ المجلس النيابي الحالي هو من سينتخب رئيس الجمهوريّة المقبل، وهو مجلس يملك القرار الأكبر فيه حزب الله مع حلفائه، في حين خسر خصومه سبعة نوّاب قدّموا استقالاتهم.
لا حكومة، ربما، حتى نهاية العهد. ولا انتخابات نيابيّة في موعدها. فماذا عن الانتخابات الرئاسيّة؟
يبدو احتمال الوصول الى مرحلة شغور رئاسيّ شبيه بمرحلة ما بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان وارداً جدّاً، لا بل مرجّحاً، خصوصاً إذا لم تحصل تدخلات خارجيّة كبيرة تؤدّي الى تسوية جديدة لا أحد يعرف معالمها بعد.
يقودنا ما سبق كلّه الى نهاية هذا المشهد، بعيداً عن تأثيراته الاقتصاديّة التشاؤميّة، وهو مؤتمر تأسيسي سيشهده لبنان كنقطة فاصلة بين مرحلة الأزمة الحاليّة ومرحلة جديدة يصعب تحديدها حاليّاً.
ويؤكّد أكثر من زعيمٍ لبنانيّ أنّ هذا المؤتمر، الذي يتحفّظ عليه البعض اليوم، سيصبح أمراً واقعاً في المستقبل، وخصوصاً حين نصل الى مرحلة الشغور الرئاسي، وسيكون المخرج الوحيد المتاح للأزمة التي نعيشها اليوم والتي ستستمرّ، أقلّه، حتى نهاية العهد الحالي.
أما ما بعد المؤتمر، الذي تتوقّف نتائجه على موازين القوى الداخليّة والخارجيّة، فسيكون لبنان أمام مرحلة جديدة، أطال الله بعمر اللبنانيّين الصامدين في هذا البلد لاكتشاف معالمها…