هي المسؤولة عن اتّهام حزب الله بقتل لقمان… وجميع المقتولين
كتب داني حداد في موقع mtv:
قد يكون في اتهام حزب الله بقتل لقمان سليم بعض تسرّع. يذكّرنا الأمر بمرحلة الاتهامات الجاهزة لإسرائيل أو حتى للقوات اللبنانيّة. ولكن، من قتل لقمان إذاً؟ ومن قتل من قُتلوا قبل لقمان، ومن سيقتل شهداء الغد، في وطن الموت الكثير والحقائق التائهة بين مخافر الأمن وقصور العدل، إن صحّت تسميتها كذلك، فهي باتت خِرباً يضيع فيها العدل؟
حين يُقتل جو بجاني (٢١ كانون الأول ٢٠٢٠) وانطوان الحايك (٢٢ آذار ٢٠٢٠)، وحين يخطف يوسف صادر ولا يتمّ العثور عليه منذ ١٢ عاماً، فإنّ الأمر الطبيعي أن تذهب الاتهامات نحو وجهتين: الأولى، إسرائيل المتضررة الدائمة من الاستقرار في لبنان والساعية الى زرع الفتنة. والثانية، حزب الله بما أنّه القوّة الداخليّة الوحيدة التي تملك جناحاً عسكريّاً واستخباريّاً.
لذا، فإنّ الأجهزة الأمنيّة، التي شهد عملها تطوّراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، وتمكّنت، بسرعة قياسيّة، من الكشف عن جرائم كثيرة مطالبة، قبل الناشطين والمغرّدين والإعلاميّين، الذين يتّهمهم البعض بالتحريض، بتبرئة حزب الله وإدانة العدو الإسرائيلي أو أيّ مجرم قد يكون ارتكب هذه الجرائم أو غيرها.
ما دامت الأجهزة الأمنيّة الرسميّة تتأخر عن كشف المجرمين، فإنّ حزب الله سيبقى في طليعة المتهمين. ومن يتّهمه بذلك لا يمكن وصفهم بالمحرّضين أو اتّهامهم بالعمالة، كما يفعل بعض التافهين من جمهور الحزب، فهذا الاتهام سيبقى مبرّراً، ما دامت الأجهزة الأمنيّة مقصّرة عن كشف الحقيقة، أو متأخرة عن الإعلان عنها.
ولعلّ الجهات السياسيّة الرسميّة البارعة في بيانات الاستنكار، والجهات الأمنيّة الرسميّة الناشطة في توزيع الفيديوهات وكشف المعلومات حين يتعلّق الأمر بالمسّ بأحد عناصرها، مطالبة كلّها بالكشف عن هويّة المجرمين.
إن لم تفعل، فهي المسؤولة عن اتّهام حزب الله.
إن لم تفعل، فهي تساهم في جعل هذا البلد موحشاً أكثر من أيّ وقتٍ مضى…