العريضي: 6 شباط كانت مفصلاً والمطلوب البناء على ما تحقق للوصول الى دولة عدالة ومدنية
أكد الوزير السابق غازي العريضي أن “المشروع الاسرائيلي الأساسي هو تقسيم وتفتيت لبنان وأخذه الى محميات اسرائيلية وكيانات مذهبية وطائفية، والسبب بسيط جداً لكن دقيق وخطير، فالنموذج اللبناني مناقض بالكامل للدولة العنصرية في اسرائيل”.
العريضي الذي تحدث في وثائقي عرضته محطة NBN لمناسبة ذكرى انتفاضة 6 شباط، لفت إلى أنه “بعد اجتياح 1982 ثم 17 أيار 1983، ثم حرب الجبل عام 1983 وتعنّت الفريق الحاكم آنذاك الذي كان يستقوى بالأميركي والاسرائيلي ورفض كل المحاولات، وحرب الجبل، توهم البعض انه وضع يده على البلد وأنه هزم فريقاً”، مشيراً الى ان “الحكم آنذاك بدأ فئوياً يستقوي بمؤسسات الدولة ولا سيما الأمنية، ثم شهدنا مرحلة قبل حرب الجبل من الخطف والاغتيال في بيروت ومناطق عديدة من لبنان لأسباب طائفية، سياسية، بمعنى من هم مع الفريق الوطني ومع الفريق العربي، ومع الفريق الفلسطيني الذي ذُبح لاحقا في مجزرة صبرا وشاتيلا، وهذا التحالف الذي كان قائما آنذاك بين القوى الوطنية وسوريا، وبالتالي كانت عملية تصفيات حسابات وانتقام”.
وأوضح العريضي أن “المسألة كانت تقضي يومها بحصار الضاحية، وعزل بيروت عن الجبل، وعزل بيروت عن الجنوب، كما أرادوا الفصل بين الاقليم وبيروت والجبل، وهذا كله يهدف الى عزل بيروت عن الامتداد العربي، أي عن سوريا، وبالتالي كانت المعركة الكبرى التخطيط لهذه الوصلة من سوق الغرب، الى قبرشمون، لإحكام السيطرة بالكامل بعد المجازر الذي حصلت في الشحار، ويومها كل الوعود التي اطلقت واعطيت ليس لنا فقط، أو لبعض ابناء الشحار الذين كانوا ينتمون الى فريق سياسي معين والتقوا بالرئيس أمين الجميل آنذاك وغيره، لكنها ايضا كنت تُعطى كضمانات أو وعود لدول، وتم نكثها، أيضا علينا ان لا ننسى انه كان هناك “المارينز” وكانت القوات الفرنسية، وكان الدور الفرنسي موجوداً وفاعلا في لبنان، واستمر الضغط على الأرض بالقصف والخطف ومحاولات العزل، وإحكام الحصار والتطويق للمناطق الوطنية، خصوصاً عندما نتحدث عن بيروت والجبل الذي لم يكن أمامنا الا الشريان من الضاحية، الشويفات، لتصل الى بيصور طريق الكرامة”.
وأضاف العريضي: “الانتفاضة في 6 شباط حققت الإنجاز الكبير، وشكلت مفصلاً أساسياً في المعادلة السياسية في لبنان ورسالة ليس لفريقاً حاكماً في لبنان فقط، بل لمن يدعم هذا الفريق ولمن يراهن، من الأميركي الى الاسرائيلي على متغيرات تقلب الموازين في لبنان”.
وتابع: “من ألغى 17 أيار هو هذا الجهاد المشترك بين حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوى الوطنية ودماء الشهداء والجرحى والمعوّقين وصبر الناس. أما القول بأن آخرين هم ألغوا 17 أيار سواء على مستوى رئاسة الجمهورية أو غير ذلك، فلهذا الأمر قصة بسيطة جداً، الحكم في سوريا أراد ان يعطي هذا الدور لرئيس الجمهورية كي لا يذهب الى إسرائيل ويأتي الى سوريا”.
وأكد العريضي انه “يجب البناء على ما تحقق للوصول الى دولة العدالة، ودولة الديمقراطة، ودولة مدنية في البلد”.
وقال العريضي: “نحن لم نكن نرغب الدخول في حرب، لكن بسببهم نحن هنا نتحدث عن الذاكرة، وبالتالي عن المستقبل لنحصّن أجيالنا الحالية والمقبلة. الذاكرة خلافاً لما يعتقد أو يدرك كثيرون هي المستقبل”.
واشار العريضي الى انه “عندما تذهب الى مصر لا تشعر ان هناك اسرائيل، والسبب التاريخ، الذاكرة، الثقافة، التربية، الإنتماء، الإلتزام، دماء الشهداء، الروح الوطنية، الروح العربية. أما في الأردن فالوضع هناك دقيق وحساس نتيجة الوجود الفلسطيني المباشر، وقربها على الحدود أكثر، واحتلال اسرائيل لغور الأردن وتهديداتها، لكن لا تشعر بهذا الشيء على المستوى الشعبي”.
