الدولار يواصل ارتفاعه كما هدر الدعم واستمرار التهريب.. والنتيجة أمن اللبنانيين الغذائي بخطر
كامل ابراهيم – الانباء
منذ أيام وسعر صرف الدولار يسجّل ارتفاعاً متواصلاً حتى بات على مشارف أن يلامس الـ10 آلاف ليرة لبنانية، الأمر الذي بدأ ينعكس بشكل كارثي على القدرة الشرائية للّبنانيين، ويهدّد الأمن الغذائي بشكلٍ خاص.
نقيب مستوردي المواد الغذائية، هاني بحصلي، أشار في حديثٍ لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى أنه “في ظلّ الأزمة المستفحلة، والتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وفي ظلّ التلاعب في سعر صرف الدولار، والذي بات ينذر بعواقب وخيمة، أطلقنا صرخة علّها تلقى آذاناً صاغية، فالأمور لا تبشّر بالخير”، لافتاً إلى أنّ هذه الصرخة تحذيرية، لأنّ الوضع لم يعد يُحتمل. فالمشاكل تتراكم من ارتفاع سعر الصرف، إلى شحّ الدولار في السوق، مروراً بتأخّر مصرف لبنان بالدفع، وتخزين البضائع، وصولاً إلى التهريب، وكلّها أمورٌ تزيد الأوضاع خطورة.
وأضاف: “كلّنا يرى كيف أن البضائع تُهرّب عبر الحدود، وكيف أنّ الدعم الذي وُجد لمساعدة المواطنين يُهدَر إمّا بالتهريب، أو بعدم وصوله إلى الناس المحتاجين، فنجد بضائع مدعومة في أمكنةٍ معيّنة، في حين أنّها غير متوفرة في القرى والأطراف”.
وقال: “في هذه الحالة يفقد الدعم مبرّراته والهدف منه، فبين أن يكون الدعم على هذا النحو السائد وبين استحداث بطاقة دعم، فالأفضل هو البطاقة”، مشيراً إلى أنّ آلية الدعم برمّتها لم تعطِ نتائج جيّدة نظراً لوجود عدة شوائب فيها، بالإضافة إلى الإنذارات التي يوجّهها كل فترة مصرف لبنان بأنه لم يعد باستطاعته الاستمرار بالدعم.
وقال بحصلي: “البطاقة التموينية ليست الحل، بل هي أفضل الممكن، وكثيراً ما تحدّث عنها المسؤولون وحتى الآن لم تبصر النور، وعليه فلا بد من وضع آليةٍ لجميع المواطنين ليُستفاد من هذه البطاقة”.
ودعا بحصلي إلى تشكيل حكومة من اختصاصيين تأخذ ثقةَ المجتمع الدولي والبلدان المانحة، وتضع خطةً اقتصادية إنقاذية، وعندها يمكن فقط أن نستبشر خيراً، محذراً من أننا قادمون على أمور خطيرة، فالأوضاع ليست على ما يرام.