بين الحقيقة والخيبة في بلد الطوابير اوعا الكرسي…
كتب نقولا أبو فيصل*
احياناً عندما أتحدث عن الخيبة والوجع والكسر في لبنان يعتقد الكثير ان الحديث محصور بالصناعة فقط ! ولكن في الحقيقة هناك الكثير من القطاعات الانتاجية ذاقت ايضا طعم تأمر اهل السلطة عليها والتنكيل بها عبر قرارات حكومية ارتجالية ، لذلك ارغب بأن اقول لبعض وزراء الصدفة والعقول الضيقة ارتقوا قليلاً واحسنوا الظن بمن حولكم ، نحن شعب نعيش القهر على ايديكم ..
في وطني صار المواطن اللبناني مقسوما افقيا الى نصفين ، النصف الاول يختار تظهيره امام الاعلام حتى لا يسأله احد ما بك ! والنصف الاخر فيه كل الحقيقة والوجع وهذا النصف لا يظهره الا امام المرآة أو على وسادته اخر كل ليل من ليالي لبنان الحالكة السواد مثل وجوه المسؤولين غير المسؤولين وهم يكذبون على الشعب .
ان قوة صمود شعب لبنان وتضامنه مع بعضه البعض في هذه الازمة “الاعصار ” كان ملفتا وهو الذي لم يعهده فيه احد منذ انتهاء الحرب ، ولكن حبذا لو أن وسائل الاعلام اللبنانية المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي والصحف لا تكتب زورا ولا تكذب على الشعب فيما هي تلمع صور حكام فاسدين دفعوا لها ثمن هذه المادة الاعلانية مسبقا فيما الشعب يعيش الممات في الحياة .
نعم شعب لبنان تغير كثيرا وصار قلبه قاسيا مثل قلوب حكامه لكنه ظل يحفظ الوفاء لاصدقاء لبنان بعكس بعض الاغبياء من حكامه ووزرائهم الذين يرتكبون يوميا خطايا مميتة بحق الوطن والشعب نتيجة التسرع وقلة الفهم “وما تركوا لنا صاحب “.
في لبنان الكل عنده معتقداته لكنهم في الواقع جميعهم يتقاسمون العيش ما فوق الألم والوجع ولا حول لهم ولا قوة ..
واليكم ما اشاهده كل يوم في بيوت اللبنانيين ولا يظهره الاعلام :
كم من الحقيقة وراء كلمة :عم امزح
كم من الخيبة وراء كلمة: لا عادي
كم من الكبرياء وراء كلمة: ما بدّي شي
كم من الوجع وراء كلمة : ما في مشكلة
كم من الدموع وراء كلمة:انا منيح
وعند التدقيق نجد ان الحقيقة والوجع وفقدان الامل يلازمان شعب لبنان العظيم وفيما الشعب يعمد الى اخفاء الذل والمرارة عن اولاده ومحبيه في لبنان والاغتراب ، لا لشيء بل لانه لم يتعود ان يعيش الذل في بلد الطوابير امام الافران والسوبرماركت ومحطات المحروقات وحتى الصيدليات ، في حين تكتفي بعض المحطات بنقل نشاطات المغتربين والمنتشرين في العالم مع ما نسبته دون الخمسة بالمائة من شعب لبنان من الميسورين وهم يقفون بالطوابير على ابواب المطاعم والمنتجعات السياحية وغيرها. اللهم لا تغفر لهم ذنوبهم ولك يوم يا ظالم .
*كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية رئيس تجمع الصناعيين في البقاع