حدد الصفحة

آخر أيّام السّيّد

آخر أيّام السّيّد

كتب هشام عليوان في موقع أساس ميديا

المأزق الذي يعيشه “الحزب” ومعه كلّ لبنان، ينبع من كيفية قراءة الأحداث، ومن السرديّة السائدة على مدى عقود، والتي باتت قاصرة. اعترفت إسرائيل عام 2006 أنّها انهزمت بخلاف عام 2000 عندما انسحبت من طرف واحد من جنوب لبنان، وتلك نقطة مهمّة. لم تتشكّك في الفشل الذريع أو تناور. حاسبت قادتها السياسيّين والعسكريّين. شكّلت لجنة خاصّة، ودرست الثغرات، وخرجت باستنتاجات. ظلّت تعمل ما يقارب عقدين للانتقام، ونجحت. “الحزب” عام 2025 وقد تغيّر العالم من حوله، هل راجع حساباته؟

يقول أنصار “الحزب” إنّه انتصر في حرب الإسناد لولا اتّفاق وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني العام الماضي، ويقولون أيضاً إنّه كان مع ذلك منتصراً لولا السقوط المفاجئ لبشّار الأسد في 8 كانون الأوّل الفائت. وبعد حرب الـ12 يوماً في حزيران الماضي، بين إسرائيل وإيران، أمكنهم أن يقولوا أيضاً إنّ إسرائيل لم تحقّق أهدافها، وإنّ الحرس الثوري استعاد قواه، وأصبحت إيران جاهزة لجولة ثانية.

بناء عليه، المحور لم ينهزم، وعلى رأسه “الحزب”، كما يعتقد أنصاره. لكنّ كلّ هذا ليس واجب المرحلة. ينبغي الاعتراف بأنّ استراتيجية كاملة عمرها من عمر الجمهوريّة الإسلامية في إيران قد انهزمت. وكانت تقوم على تجنّب الحرب المباشرة مع إسرائيل لعدم التكافؤ، واللجوء إلى أسلوب الكرّ والفرّ، أو المناوشات التي يبادر إليها “الحزب” حيناً، وحركة “حماس” أحياناً، وبإيقاع زمني منهجيّ ومدروس، كلّ بضع سنوات، لاستنزاف معنويّات إسرائيل تحديداً، لا قوّتها العسكرية، أو الاقتصادية، بسبب أنّها جزء عضويّ من الغرب، وفيها تصبّ كلّ الموارد وأحدث التكنولوجيات.

تحذير السيّد من الاغتيال أتى علناً من إسرائيل قبل أشهر، وقبل تحذير حلفائه له، وقبل اغتيال أقرب معاونيه

كان مفترضاً بـ”طوفان الأقصى” أن تكون ضمن هذا السياق نفسه، بل أن تكون عمليّة ضخمة، من طراز الصدمة والترويع، لإحباط الإسرائيليّين وإخافتهم، ودفعهم تدريجاً إلى الهجرة. فوجئت إسرائيل بهجوم “حماس”، أو بعبارة أدقّ، فوجئت بمدى نجاح العمليّة، وبانهيار فرقة غزّة، فيما كانت تستعدّ في السنوات الأخيرة لتوجيه الضربة القاضية لـ”الحزب”، وتتغافل عن خطر “حماس” في القطاع.

طريق “كربلاء”

منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حافظ “الحزب”، على ما تعوّد عليه ذهنيّاً، وما تمرّن عليه عسكرياً، وما استعدّ له إنسانيّاً على الرغم من كلّ الشواهد والقرائن والدلائل على تغيّر وجه المعركة. واختار حرب الإسناد، أي حرباً صغيرة، أو نصف حرب، نزولاً عند رغبة طهران، أو تجنّباً لمأساة أخرى لا يتحمّلها شيعة لبنان، ولا كلّ لبنان.

لكنّ النتيجة كانت قد رُسمت معالمها، منذ اتّخذ السيّد حسن نصرالله هذا القرار الاستراتيجي. كان في خيار بين أمرَيْن أحلاهما مرّ:

1- إن استجاب لدعوة القائد العامّ لكتائب عزّ الدين القسّام محمد ضيف، وخاض معركة فاصلة انطلاقاً من الجنوب، فهو يغامر من دون حسابات ولا استعدادات.

2- إن امتنع عن فعل شيء، لم ينجُ من الانتقام الإسرائيلي على أيّ حال، مع أنّ حرب الإسناد نفسها لم تكن أقلّ خطراً من الخيارين الآخرين.

المهمّ في هذه العجالة أنّ السيّد لم يختَر طريق “كربلاء” بالمفهوم المتداول لدى “الحزب” الآن. بل إنّ “كربلاء” الأصليّة مع الحسين بن علي حفيد الرسول لم تكن هي الهدف، بل كانت المآل. كان الهدف هو التغيير والنصر. ولم يكن الاستشهاد هو الخيار الأوّل.

يقول أنصار “الحزب” إنّه انتصر في حرب الإسناد لولا اتّفاق وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني العام الماضي

هكذا عمل السيّد نصرالله على إطفاء حرب غزّة، لا على إشعال الحرب في المنطقة، إلّا أنّ سلسلة من الأحداث قلبت الطاولة أمام السيّد وجاءت على الشكل التالي:

1- اغتالت إسرائيل قائد وحدة “نصر” في “الحزب” طالب سامي عبد الله (أبو طالب) في 11 حزيران 2024، وهو كان أرفع قائد ميداني في “الحزب”، ومسؤولاً عن العمليّات العسكرية في الجنوب، في خط الدفاع الأول.

2- نشرت جريدة يديعوت أحرونوت في 17 حزيران من ذاك العام مقالاً تحت عنوان مثير: “نصرالله، إسرائيل تعرف مكان اختبائك” “Nasrallah, Israel knows where you are hiding”. وينقل المقال عن القائد السابق لجهاز الموساد يوسي كوهين أنّ إسرائيل تعلم بدقّة مكان نصرالله، وتستطيع اغتياله في أيّ وقت تريد.

3- في 3 تمّوز، اغتيل محمد ناصر (أبو نعيم)، قائد وحدة “عزيز” المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.

4- اغتيل أواخر شهر تمّوز بشكل مفاجئ فؤاد شكر، وهو أرفع قيادي عسكري في “الحزب”، بغارة في قلب الضاحية، وذلك ردّاً على قصف ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس الدرزيّة في الجولان المحتلّ، في 27 تمّوز، وسقوط أطفال. حتّى الآن، لم يصدر أيّ توضيح مقنع للحادث: هل كان ذلك القصف خطأ غير مقصود من أحد عناصر “الحزب”، أم اختراقاً إسرائيليّاً، لتبرير التصعيد الكبير ضدّ قيادة “الحزب”، حتّى لا ينتبه السيّد إلى مجرى الأحداث؟

5- في 17 و 18 أيلول نفّذت إسرائيل عمليّتَي البيجر واللاسلكي.

6- في 20 أيلول اغتيلت قيادة قوّة الرضوان، وعلى رأسها إبراهيم عقيل بغارة في الضاحية الجنوبية.

عمل السيّد نصرالله على إطفاء حرب غزّة، لا على إشعال الحرب في المنطقة، إلّا أنّ سلسلة من الأحداث قلبت الطاولة أمام السيّد

جملة من الحسابات المعقّدة كانت تشغل بال السيّد، وأهمّها على الإطلاق أنّه كان يريد تجنّب تكرار الدمار الذي وقع بالضاحية، خاصّة في حرب 2006، وما هو أسوأ منه، مع تبدّل الظروف السياسية والعسكرية، وجسامة المخاطر والتهديدات بسبب ما جرى في “طوفان الأقصى”، وحجم التضامن الغربي الواسع النطاق مع إسرائيل، الذي غطّى سلفاً أيّ انتقام متوحّش تقوم به إسرائيل ضدّ محور المقاومة، ابتداء من غزّة. ولم يكن السيّد بعيداً عن الصورة، فالاتّصالات الأميركية والأوروبية كانت كثيفة في تلك المرحلة، بين ترغيب وترهيب كبيرين، بهدف وقف جبهة لبنان.

سرديّة غير مقنعة

بناء على ما سبق، تتناقض سرديّة “الحزب” بعد الحرب على طول الخطّ مع الوقائع السياسية والعسكرية أثناء الحرب. فتحذير السيّد من الاغتيال أتى علناً من إسرائيل قبل أشهر، وقبل تحذير حلفائه له، وقبل اغتيال أقرب معاونيه.

لم تكن إسرائيل تريد إسقاط نظام بشّار الأسد، فهي هدّدته مراراً، ولم ينضمّ فعلاً إلى حرب الإسناد. عاقبته إسرائيل، بسبب تمرير الذخائر والصواريخ إلى لبنان، وإطلاق الصواريخ المتفرّقة من الحدود السوريّة اللبنانية، بتوجيه ضربات متلاحقة لكوادر الحرس الثوري و”الحزب”، ومنها قصف القنصليّة الإيرانية في دمشق، في أول نيسان العام الماضي.

بهذا وفّرت الفرصة للمعارضة السوريّة للقيام بعمليّة واسعة النطاق. لكنّ المعارضة نفسها فوجئت بالانهيار السريع للنظام، الذي سقط بالدرجة الأولى نتيجة أوهامه، واعتقاده الجازم بأنّه بقي في الحكم، بقرار خارجي، وأنّ هذا القرار تغيّر، وأنّ الطوفان سيطيح به حتماً. فأوّل ما فعله بشار الأسد هو ترك جيشه في الميدان، والسفر مرّتين إلى موسكو، الأولى في بداية هجوم المعارضة، والثانية قبيل سقوط دمشق.

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com