حدد الصفحة

كتب نقولا أبو فيصل اختياراتي… لم تدمّر حياتي

كتب نقولا أبو فيصل اختياراتي… لم تدمّر حياتي

لا أؤمن أبدًا بالقول:”اختياراتي دمّرت حياتي” فهي كانت صحيحة يوم اتخذتُها، منسوجة من صدق القصد ومن الإيمان بالعمل ومن احترام هذه الأرض التي حملتني رغم قسوة الزمن . لكن الحقيقة أنّه لو كُتبت لي حياة أخرى فقد لا أكرّر كلّ تلك الخيارات، ليس لأنها كانت خطأ، بل لأن أثمانها جاءت أغلى ممّا توقّعت يوم بدأتُ المسيرة . فأنا أعمل في قطاع الصناعات الغذائية منذ أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، داخل بيئة ليست صعبة فقط، بل قاتلة للصناعة الوطنية. المشكلة لم تكن يومًا في الأسواق ولا في متطلبات العمل، ولا في الإمكانيات، بل في القيّمين على هذا القطاع، في دولة جعلت الجلّاد يجلس على طاولة مجلس الوزراء فصار الصناعي المتعب متَّهَمًا لا صاحبَ حق .

التجربة اللبنانية في الصناعة كانت قاسية: ملاحقات قضائية للصناعيين في ملفات التلوّث البيئي والمائي وربما المالي ، تعطيل إداري، فوضى رقابية على المرافئ والمعابر البرية ، غياب رؤية وضعف حماية بسبب التهريب والاستيراد غير الشرعي والتهرب الضريبي. ورغم ذلك كلّه بقيتُ أرى الصناعة خيارًا نبيلاً… خيار رجل أراد أن يبقى في أرضه مهما كان الثمن، حتى لو دفع من من صحّته، ومن شبابه. والثمن دُفع فعلًا… دفعته بوعي وبصمت، لأنني لم أشأ يومًا أن يكون استسلامي مثالًا يحتذي به أحد. وبعد كل تلك السنوات، جاءت التجربة الارمنية الثانية الناجحة، لكنها لم تكن طريقًا مفروشًا بالورود. كانت مغامرة تُشبه القفز في الفراغ ! واليوم، حين أسترجع بداياتها، أقول في نفسي: كيف فعلتُ ذلك؟ وكيف امتلكت الشجاعة لأبدأ من الصفر في بلد جديد؟

والحقيقة أنّني في بلاد الأرمن لم أكن وحدي.كانت هناك حماية غير مرئية، نعمة ترافق خطوي… يد “القديس شربل اللبناني” التي أمسكت بي في أحلك اللحظات، ومواكبة أصدقائي الذين حملوني عندما خفت أن أسقط، وشراكات صادقة أعطت التجربة قلبًا قبل أن تعطيها نجاحًا. عشر سنوات هناك علّمتني أن المجازفة ليست جنونًا… بل إيمان. وأن النجاح لا يأتي لمن يخطّط فقط، بل لمن يتحمّل , يسهر ويقف بعد كل سقطة . نعم أصدقائي اختياراتي لم تُدمّرني… بل ربّتني. كسرتني أحيانًا، لكنها صنعت مني إنساناً مؤمناً بالخير القادم دائمًا. أخذت الكثير، لكنها أعطتني أكثر: رؤية أوسع، قلبًا أصلب وجرأة لأبدأ من جديد مهما قسى الزمن . وفي النهاية اقول لاصدقائي : لا تندموا على خياراتكم ما دامت نيتكم خيرًا .الثمن قد يكون كبيرًا .لكن القيمة أكبر والرحلة تستحق.
نقولا أبو فيصل ✍️كاتب وباحث وعضو إتحاد الكتاب اللبنانيين
‏www.nicolasaboufayssal.com

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com