عذرا آب … أورثتنا الحزن والأسى
بقلم جنى عربي
حرقة توجع القلب ، صدمة تسكت اللسان فلا يقوى على الكلام . غصة تحجز الدمعة بين لحاظ العيون حائرةً ، من ستبكي ؟ أتبكِي بطلاً يقوم بواجبه لكي يطعم أطفاله الصغار ؟ أم أخا وعد أخته بسهرة في تلك الليلة الكئيبة ؟ أم حبيبة كانت تنتظر يوم زفافها بثوبها الأبيض والذي استحال رمادا ؟ أم فتىَ ودّع أمه الثكلى على أمل لقائها في وقت قريب ؟
غصت الدمعة في مدار الحيرة والانكسار ، وعجزت الأبجدية على التعبير ، يوم كابوسي . مرّت سنة على انفجار هزّ وطننا الجريح ، وفي كل يوم نستيقظ على أمل أن يكون الرابع من آب 2020 كابوس ومضى . و لكن لا!!
نستفيق والوجع يدمي قلوبنا التائهة مع شظايا المدينة ورماد الذاكرة، ” آهِ يا عشاق بيروت القدامى ” هذه الكلمات النزارية الهوى تشعل في داخلنا الحنين وتوقد مصابيح الأمل .. نعم ، سنقاوم ! شعب بيروت لن تهزمه المآسي . سنهتف للحقيقة كي نوقظ باصوات الأحرار ميزان العدالة من اجل ان يحاسب كل مجرم ، وكل متورط بتدمير بيروت وتمزيق هوية لبنان ووجهه الحضاري
نحن أيها المتربعون على كراسيكم و عروشكم ، سنهزم احقادكم وعروشكم الزائلة و لن نستسلم.
فلترفع الحصانات و يحاسب كل مذنب بقتل أرواح بريئة .
ألف تحية لأروحكم الطاهرة يا شهداء المرفأ …
عذراً آب ، فلن نذكرك إلا والوجع يرقد فوق قلوبنا ….
عذراً آب ، أورثتنا الحزن والأسى
عذراً آب ، مهما تكلمنا سيبقى الرابع منك ذكرى تحرق قلوبنا وتدمي المقل .
عذراً آب ، لن ننسى ، لن نسامح ، و لن نستكين…