مواجهة إيرانية-إسرائيلية محتملة.. و”الصواريخ الدقيقة” بلبنان أول الأهداف
منير الربيع – المدن
إيران وإسرائيل تقتربان من المواجهة.. ولبنان مرشح دائم ليكون مسرحاً للتصعيد في المنطقة. ويكفي اختيار الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لحسين أمير عبد اللهيان لمنصب وزير الخارجية للإشارة إلى أن المفاوضات الإيرانية الأميركية ستكون شاقة وطويلة، إن لم تتعثر. ويطوي تعيين عبد اللهيان وزيراً للخارجية الكثير من الصور الضحوكة التي جمعت سلفه محمد جواد ظريف، الذي يعرف أميركا والأميركيين جيداً، بوزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.
عبوس عبد اللهيان
وكانت معادلة كيري-ظريف ذات بعد شخصي إيجابي. وكان يمكن للرجلين التباحث في مصير منطقة الشرق الأوسط في أحد مقاهي جنيف خلال تناول الكرواسان مع كوب القهوة. وهذا لا يمكن أن يحصل بين عبد اللهيان وأنطوني بلينكن. ومقومات الاتفاق لا تزال بعيدة جداً، بسبب الاختلافات في الرؤى بين الطرفين، وإصرار طهران على رفع سريع وكامل للعقوبات قبل البدء بالتفاوض على النقاط الأخرى. وتشترط طهران إقراراً رئاسياً أميركياً بضمان عدم تغيير الاتفاق من أي رئيس أميركي مقبل. وهذا أمر غير قابل للتطبيق أميركياً.
وعلى وقع تعثر المفاوضات، لا بد من مراقبة مجريات التطورات في المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي وقف قبل أيام على صفيح التصعيد.
موسكو والصواريخ
ووفق قراءة جهات ديبلوماسية مختلفة، فإن عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان كانت إقليمية البعد، ولا علاقة لها بأي سبب داخلي. وعلى الفور سارعت إسرائيل إلى التواصل مع موسكو، وإبداء استغرابها حول أسباب إطلاق حزب الله صواريخه. وكانت الرسالة الإسرائيلية واضحة: لا تريد التصعيد. وطلبت من موسكو نقل رسالة واضحة لحزب الله حول التهدئة. وفي حال رفضها فهي مستعدة لتنفذ رداً قاسياً يؤدي إلى دمار كبير. فخفت التوتر والتصعيد، لكن ذلك لا ينفي بقاء الجمر تحت الرماد.
بعد عمليات إطلاق الصواريخ وما تلاها من غارات ثم الرد الصاروخي عليها، ثمة هدنة تعيشها منطقة الشرق الأوسط حالياً. وقد تطول وتتوسع لتصبح عنواناً للهدوء تمهيداً للاتفاق، على نحو يجعل التصعيد الذي حدث كما لو أنه كان مقدمة ضرورية لتجديد المفاوضات. وقد لا تدوم الهدنة وقد تنفرط المفاوضات التي تزداد صعوبة، ما سينعكس دراماتيكياً على الوقائع في دول المنطقة، بما فيها لبنان.
لبنان مسرح التصعيد
مدير المخابرات المركزية الأميركية وليم بيرنز موجود في إسرائيل، للبحث في آلية الردّ على الضربات الإيرانية التي تستهدف سلامة الملاحة البحرية. وثمة من يعتبر أن اتجاهات الرأي في أميركا وإسرائيل متطابقة حول ضرورة التصعيد ضد إيران، للحيلولة دون تمرير الأنشطة العسكرية المتقدمة التي تقوم بها طهران. وهذا لا يقتصر على الملف النووي. فمسألة الصواريخ الدقيقة من أهم الملفات التي تسعى إسرائيل مع أميركا لحلّها. وفي حال توافرت مقومات الوصول إلى اتفاق نووي، يمكن الوصول إلى تسوية حول الصواريخ. أما في حال لم يحصل التوافق فيصبح الخطر جدياً.
ويتركز الضغط الإسرائيلي على ضرورة تنفيذ ضربات ضد مخازن الصواريخ الدقيقة والموجهة التي يملكها حزب الله. ويمارس المسؤولون الإسرائيليون الضغط على الإدارة الأميركية الجديدة لتوفير الغطاء اللازم لتنفيذ الضربات التي تستهدف هذه الصواريخ. وذلك على قاعدة الفصل بين هذا الملف وملف الاتفاق النووي. لكن واشنطن لا تريد ذلك حتى الآن، ولا تزال ترفض إعطاء أي ضوء أخضر لتنفيذ ضربات، لأن ذلك ينعكس سلباً على كل مسار المفاوضات المتعثرة.
وفي هذا الوقت تستمر الضغوط الإسرائيلية في دول متعددة، وخصوصاً الأوروبية، لتحميل إيران مسؤولية الاعتداءات البحرية. وتسعى تل أبيب إلى تحشيد المواقف المؤيدة لتنفيذ ضربة ضد القوات الإيرانية. وحاملة الطائرات البريطانية اتجهت نحو بحر العرب. وهي تحتاج لحوالى أسبوع لتكون جاهزة. وثمة من يرى أنها مؤشرات للتصعيد في إطار الرد على الضربات الإيرانية. وهناك من يعتبر أن الضربة ستكون خارج إيران. ويبدي مراقبون مخاوفهم الدائمة على لبنان ووضع الصواريخ فيه، في حال تعثر المفاوضات.