يتمنَّعون وهم راغبون ،سلملي عالمبادئ…
بقلم نقولا أبو فيصل*
إن معيار الفشل في إدارة البلاد في الملفات الانمائية والمعيشية هي في الوعود الكاذبة والخيبة المستمرة من الانتاجية المعدومة في الوزارات الخدماتية الاربعة ،التي تولاها هؤلاء الوزراء الفاشلون، ومن سبقهم ومن سيأتي بعدهم، ما لم يكن هناك قضاء مستقل ومحاسبة ، وما غير ذلك هو مضيعة للوقت ، وطالما ما داموا لا يعترفون بالأخطاء والفشل، فلن يتغير شيئا ، رغم رغبتهم بالتغيير ولكنهم يمتنعون عن اجرائه تنفيذا لرغبة مشغليهم من رؤساء الاحزاب …
الوعود هي نفسها في كل الوزارات منذ العام 1990 ، والخيبة ستتكرر مع وزراء جدد قرأنا اسماء بعضهم ممن حجز مقعده لاول حكومة ستولد مشوهة طبعا ، لان المكتوب يقرأ من عنوانه، والشيف يحمل شهادة مزورة من الفندقية ولا يتقن الطهي، ويبقى الحل الانسب مؤقتًا هو ان يتم اسناد ادارة الوزارات للمدراء العامين ولاصحاب الاختصاص حصرا ،حتى لو كانوا من الاحزاب او مناصريهم، فالبلد كله مقسوم افقيا وعموديا ، احزاب وطوائف، وكفانا كذب على بعضنا .
في لبنان اليوم يزداد الاغنياء ثراءً والفقراء فقرًا ، ونحن في لعبة البقاء على قيد الحياة ، حتى ان الرواتب لا تغطي ربع كلفة الاحتياجات الضرورية من الطعام والشراب، أو مصاريف الانتقال الى العمل ، فقد وصلنا إلى مستوى خطير من المديونية سواءً على صعيد الدولة ومؤسساتها او القطاع الخاص ومؤسساته، وحتى الافراد والمواطنين وهنا البكاء والحسرة على وطن، ولعنة على حكام جعلوا اكثر من نصف شعبهم فقراء معدمين لا حول لهم ولا قوة ، نعم الدولة في لبنان ليست عادلة ،ولم تكن ولن تكون أبدًا ، وكان الله في عون اللبنانيين ان احسنوا الحصول على بطاقة سفر لوجهة واحدة فقط
اخيرا أرى ان المحزن في ما أصاب شعب لبنان من خيبات قسمت ظهره، كان سببها اهل السلطة في البلاد قبل الغرباء وبالاحرى الأقربون اليه مما كان يصفق لهم الشعب، ويتباهى دوما امام الناس بحكمتهم ووعيهم ووطنيتهم ، لكن الفساد ينخر الوطن كالسرطان، وينتشر في كل جسم الوطن الاداري والجغرافي في الوزارات والعمارات والاجهزة الامنية والقضائية والشركات والمصانع والمصارف والمدارس والجامعات وشركات النفط وشركات التأمين والمستشفيات ومحطات الوقود ومحلات التجزئة والجملة والسوبر ماركت، وصولا الى دور العبادة ومشايخها وكهنتها ورؤسائهم وصولا الى الاعتراف ان داخل كل مواطن لبناني يعيش فاسد رضيع سوف ينمو، ولا امل بالشفاء الا على يد الجيش اللبناني الذي تستقطب قيادته تأييدا عالميا ومحليا ملفتًا والا على لبنان السلام .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية