كتب نقولا أبو فيصل “الأرمني المنسى مخترع الصراف الآلي”
ولد لوثر جورج سیميجيان في العام 1905 في مدينة عنتاب (تركيا اليوم) إنفصل عن عائلته الارمنية خلال الإبادة الجماعية في العام 1915 وأتجه إلى بیروت ومنها الی مارسیلیا في فرنسا ، وفي العام 1920 هاجر الى الولايات المتحدة قاصداً بعض اقاربه في ولاية کونیکتیکت الاميركية وهو في الخامسة عشرة من عمره ، حيث بدأ العمل کمصور فوتوغرافي متخلياً عن حلمه في دراسة الطب خاصةً عندما دعته کلية ” يال للطب” للعمل لديها مصوراً في مختبراتها ، وفي العام 1928 أصبح مديراً لقسم التصوير في هذه الكلية حيث ابدع في اختراع أجهزة عديدة مثل جهاز عرض صور المجهر ، وفي العام 1934 انتقل إلى نیويورك حيث اخترع هناك كاميرا ذاتية التصوير ، وقد سجلت نجاحاً كبيراً لاعتمادها من قبل شركة Photoreflex ، وبعد سنوات قام ببيع الاختراع والاسم التجاري لشركة Reflectone. ATM .
في العام 1959 طرح سیمیجان فکرة ثورية لجهاز صراف آلي للنقود يمكن للمصارف اعتماده في المجمعات الكبرى والشوارع الرئيسية ، ويعتبر اختراعه هذا الاهم والاكثر شهرة ،لكنه واجه صعوبات عديدة في اقناع المصارف الاميركية في إستخدامه، وحده بنك اوف نيويورك وافق على تشغيل هذا الصراف، لكنه بعد ستة أشهر قرر وقف العمل به، ليس لعدم نجاحه تقنياً وانما لقلة الطلب عليه، واقتصار استخدامه على عدد قليل من المقامرين والاغنياء الذين لا يريدون التعامل مع الصرافين وجهاً لوجه ، وقد أصيب حينها سیميجيان بخيبة أمل كبيرة وانحجب عن الظهور في الاعلام بعد تفويته فرصة النجاح والشهرة لاختراعه .
وبعد تخليه عن اختراعه ، نُسب هذا الاختراع لاحقاً الى “شیفیرد بارون” المتمول الذي قاد مع “دونالد فيتزل” فريق بيع وتوزيع أول صراف آلي في الولايات المتحدة حين قام بضخ مبلغ خمسة ملايين دولار ، وهو المعروف عنه نجاحه في توزيع اختراعات أوروبية عديدة في نهاية الستينيات ومن اختراعات سيميجيان التي ذاع صيتها ايضاً خلال الحرب العالمية الثانية نظارات افتراضية تحاكي الطيران بشكل مبسط جداً، وتستخدم لتدريب الطيارين الأمريكيين ، وتم بیع اکثر من الفي جهاز منها ، ويرعي اليوم شركة CAE بيع هذه الأجهزة الى جانب أجهزة محاكاة الطيران وتكنولوجيا التحکم ، توفي سیمیجیان عن عمر 92 عاماً بعد تسجيله 200 براءة اختراع نوردها في بحث مستقل .
بحث نقولا ابو فيصل
من كتاب “نجاحات وابتكارات من العالم“