كتب نقولا أبو فيصل”بين الخطأ والخطيئة… والجريمة!
ما من إنسانٍ كاملٍ لا يخطىء أو لا يتعثّر وما من نفس بشرية لا تقع في الخطأ والعثرة ، والخطأ هو عكس الصواب، وقد يحدث من غير قصد بسبب سوء التقدير والتدبير ، ويمكن للانسان العاقل تدارك الاخطاء وتصحيحها لأن تكرارها دون الحس بالمسؤولية قد يؤدي إلى ما هو أكبر من الخطأ ، وقد يصعب تداركها ، وقد يتحول الخطأ الى خطيئة اذا تمادى الخاطئ بأفعاله ، فالخطيئة هي مصيبة كبيرة وهي أكبر بكثير من الخطأ وارتكابها يصبح ذنباً .
بكل الاحوال فإن الإنسان هو مخلوق ضعيف وعرضة للوقوع في الخطأ والخطيئة في أي لحظة إن لم يراقب تصرفاته ويسيطر عليها فلا يجعل الخطأ طريقاً يقوده إلى الخطيئة ، ويتوجب عليه تدارك الأمور قبل وقوعها ، على أن عقيدة الخطيئة في المسيحية هي أمر مهم لأن الرسالة الاساسية هي حول فداء المسيح المتمثل في موته على الصليب لمغفرة خطايا البشرية ، ويتم وصف الخطيئة في الكتاب المقدس انها ارتكاب جريمة ضد الله من خلال احتقار شخصه وجرح الآخرين ، وهو عمل شرير ينتهك الطبيعة العقلانية للإنسان وكذلك طبيعة الله وقانونه الابدي وفقاً للقديس اوغسطينوس.
ليس الاحباط جريمةً أو خطيئة ، انما الاستسلام هو الجريمة او الخطيئة الكبرى ، وبالنسبة لكثيرين وأنا منهم، فإن قاموسنا خال ٍ من لفظة استسلام ، لكن الخطيئة والجريمة التي نرتكبها بحق أنفسنا وبحق عائلاتنا هي الحاجة اكثر الى تنظيم الوقت وتوزيع افضل لساعات العمل وساعات الراحة ، خاصة ان جميعنا بات يعمل بدون توقف ويتظاهر بعدم التعب، وهذا مرهق جداً لأن ما اختاره لنا حكام لبنان يغلب على ما اخترناه لانفسنا ، على امل الخلاص القريب .
من سلسلة كتب ” عن لبنان لماذا أكتب”جزء 5