بين القدرة الشرائية..والقدرة النضالية!
كتب نقولا أبو فيصل*
لعل وجه الشبه الوحيد بين القدرة الشرائية والقدرة النضالية هو الحتمية: حتمية الشراء وحتمية النضال، الاولى ترتبط (مبدئيًا) بدخل الفرد ، وهنا تنقص القدرة كلما تناقص الدخل، أما الثانية فتتناقص كلما طال الوقت ،وفقد الشعب القدرة على النضال بالمجان، أو كلما اعتقد انه حقق مطالبه، وتبقى بينهما علاقة عكسية، إذ كلما زادت القدرة الشرائية تناقصت القدرة النضالية..
القدرة النضالية تؤسس لنظام يسهل ويحسن القدرة الشرائية للمواطن، فتناقص أو انعدام القدرة الشرائية للمستهلك يحدث كسادًا في الاسواق ينكمش معها الاقتصاد الوطني وتنهار المشاريع وتنعدم الارباح وتتقلص جباية الضرائب فتقل قيمة واردات الدولة ما يدفع الى رفع الرسوم والضرائب ..فيدخل البلد في دوامة في حلقة اقتصادية مفرغة لا تنتهي إلا بإعلان افلاس الدولة ،وسياسيًا بثورة جياع ربما نحن على ابوابها!!
حاليًا في لبنان، كلاهما في الحضيض والمسؤول واحد، وهي الدولة الفاشلة أصلًا ، ففي حين فقد الشعب اللبناني القدرة الشرائية بسبب سوء ادارة الآقتصاد والمالية العامة من الوزراء الفطاحل ، مما تسبب في الانهيار الإقتصادي وما تبعه من حرب الدولار السياسي وانهيار سعر صرف العملة الوطنية ، فقد أيضًا القدرة النضالية بسبب إفراغ شبه كلي للساحة السياسية على مدى سنين طويلة من رجالات دولة بالمعنى الحقيقي للكلمة..رجالات وطن غير مستزلمين للخارج وغير مرتهنين لقوى اقليمية تتقاتل على ارضنا ،ونحن لا نزال نصفق لهم وللفقر الذي نحن فيه حسب تطبيق google earth من قعر جهنم بعدما جلبنا “الدب على دارنا”!
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع