بين الخوف من الموت والموت في الحياة…
بقلم : نقولا أبو فيصل*
اتضح جليًا ان معظم الأشياء التي نخاف منها في الحياة قد لا تحدث أبداً والموت ليس أعظمَ المصائب ، بل هو سنَة الحياة، والثابت أن أعظم مصائبِ الانسان هي أن يموت الخوف من الله في قلبِه وهو على قيد الحياة ، واصدق قول في هذا المضمار هو للروائي نجيب محفوظ حين قال : “الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنع من الحياة.” والخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها.. وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه.
لذلك عند توفر مخافة الله وبلوغها عند الانسان فأنه يمكنه الضرب عرض الحائط بكل مخاوفه بدءًا بالخوف من الموت، الى الخوف من المرض ، الخوف من الشيخوخة، الخوف من الفقر، الخوف من الكوارث، الخوف من المستقبل، الخوف من الفشل، الخوف من الظلم ، كلها مخاوف وهمية لا ينبغي لها أن تكَدر حياة الانسان ، أو حتى تطفِئ ابتسامته طالما لم يكن الفقر يوما سببًا لإذلال النفوس القوية، ولا تكديس الثروات استطاع يوما أن يرفع النفوس الدنيئة. لذا يجب ان لا نترك الخوف من الفقر يسيطر على حياتنا،
يبقى ان الخوف الحقيقي للانسان هو حين لا يستطيع ان يبوح بما اثقلته به الحياة من هموم وآلام وصدمات ، وبدون شك فإن كل الذكريات السيئة، والتجارب الحزينة التي يمر بها الإنسان تؤثر على مستقبله، وإذا أراد العيش بسعادة فيجب عليه أن يخرج من أحزان الماضي الراسخة في العقل، أو مشاعر الخوف من المستقبل، وسوف يجد أمور أكثر قيّمة في الحياة، تشعره بالرضا والسعادة ، رغم الاعتراف بالضعف والخوف من فقدان ما تعود عليه .
*كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية ورئيس تجمع صناعيي البقاع