بين الرغبة والفرصة .. الانتظار مرهق للروح
بقلم: نقولا أبو فيصل*
يعد الامان الروحي بمثابة حجر الأساس في العلاقات بين البشر، خاصة في العلاقات بين النساء والرجال، فالمرأة تحتاج الى العاطفة حتى تتمكن من ان تحب الرجل وتثق فيه، بل إنها تحتاج بين الحين والآخر الى جرعات زائدة من العاطفة. والمرأة الصادقة هي بمثابة الوطن الحقيقي للرجل. ولكي ينعم الرجل بجنة المرأة، عليه حمايتها، خاصة عند توفر الرغبة لديه بالارتباط بها، بحيث لا يقف عائقًا أمامه لتحقيق ذلك، سوى نفسه والجرأة في اتخاذ القرار وتنفيذه.
بيد ان توفر بعض الاشكال من الرجال المخنثة وانصاف الرجال يزيد في عدم رغبة النساء بالزواج، والعكس صحيح، بازدياد اعداد النساء المهجنات المسترجلات.
فتزداد العنوسة وقد ساهم انتشار امكانية اشباع الرغبات الجسدية بشكل كبير في إضعاف القدرة على التحكم بالذات، وفي تأجيل فكرة الزواج الذي يعد من أهم المؤسسات التي يبنيها الانسان في حياته، والتي من شأنها أن تخرجه من دائرة الرغبات المحضة التي لا تعرف الا لغة الرغبة والشهوة الى دائرة الرغبات العقلانية الانسانية، كما وإنها تخرجه من دائرة الكائن الآني الى الانسان المفكر الذي يخطط للمستقبل ويقدم اولوياته على غيرها ويقارن المهم مع الأهم ويتصبر على الحرمان من اشباع بعض الرغبات الآنية لاشباع رغبات أهم وأنفع وأكثر أثرا في المجتمع.
ويبدو صحيحًا جدا أحيانًا، ان الفرصة تأتي بعد انعدام الرغبة او العكس تماما، أن تأتي الرغبة بلقاء شخص ما بعد انعدام الفرصة في تحقق ذلك، فترى نفسك أحيانا، تحدث ذاتك بدون سبب وتسألها هل هو النضج أم بداية الجنون؟ فالحرمان هو انعدام الفرصة لتحقيق الدافع أو اشباع الحاجة. وفي حين أن الفرصة تُصنع من جديد إذا ضاعت، فإن الرغبة من الصعب أن تعود الى الحياة إذا ماتت، فالرغبة قرارٌ وليست خيارًا.. الى ان تكتشف في اخر المطاف أن انعدام الفرصة شئ مريح نفسياً، وان الانتظار طويلًا لتوفرها من جديد مرهق جدًا للروح.
كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية، رئيس تجمع صناعيي البقاع