بين فساد الإنترنت وفساد المجتمعات …
بقلم: نقولا ابو فيصل*
رُب سائل يسأل، هل المجتمع فاسد ويساهم الانترنت في اظهار هذا الفساد، أم أن الانترنت قد أفسد المجتمع؟ وبحسب رأيي، فإن الانترنت لا يفسد المجتمع الفاسد أصلا، منذ العصور، ومنذ الالاف السنين، وهناك الكثير من الروايات والكتب عن الفسق والمجون وإكرام الضيف عند العرب عبر إهدائه غلامًا للتسلية.
كما ان تاريخ العرب حافل بالروايات عن زواج المثليين وسبي النساء، وغيرها من الأخبار التي تخجل بها الاجيال الجديدة، وهي المتهمة زورًا بأنها اجيال فاسقة، في حين أن التاريخ يؤكد العكس، وان ما فعله العرب قديمًا، ربما لم يصل إليه جيل اليوم وصولا الى الغدر والخيانة وبناء الامبراطوريات وقتل الشعوب بالملايين في حروب وغزوات مؤرخة في كتب التاريخ، وعليه يكون الانترنت قد أظهر حقيقة المجتمع العربي ولم يفسده.
إن مواقع التواصل الاجتماعي، هي كالمجالس العادية، تظهر الاخلاق السيئة والحسنة، وهي ليست فاسدة، بل اظهرت المفسدين في المجتمع. فالفساد ليس الوجه الحقيقي للإنسان، وهو يظهر حسب البيئة والجو المحيطان به، كما التفاحة تفسد وتتعفن بسبب الظروف المحيطة بها ،علما أنها في الاساس ليست فاسدة، والانترنت لا يفسد المجتمع ولكن، ثمة فاسدون استخدموه لنشر فسادهم ، وكما هو معلوم فإن فاكهة فاسدة واحدة تستطيع افساد جميع ما حولها من الفواكه في الصندوق!
إذا كنّا نريد تنمية المجتمع، يجب أن نستخدم الانترنت من أجل غايات عديدة في التربية والاستشفاء والعلوم والصناعة والتجارة والخدمات وغيرها، وصولا الى إحقاق العدالة الاجتماعية عبر تأمين فرص عمل لجميع شرائح المجتمع، لكي تنمو ونزدهر وتحصل على مستقبل أفضل، ومحاربة فكرة أن الانترنت هو مصدر الفساد للشعوب.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية