التطبيع بين النظام السوري والسعودية:واقع يقترب أم أمنية؟
قال الناطق الرسمي باسم لجنة “المصالحة السورية” التابعة للنظام عمر رحمون إن التطبيع العربي مع النظام السوري لن يقتصر على الدول التي خطت خطوات نحو دمشق، ومن المنتظر أن تنضم دولة عربية أخرى قريباً.
وكشف رحمون على “تويتر”، أنه يُنتظر بعد الأردن ولبنان ومصر، أن تعيد السعودية علاقاتها مع النظام السوري، في تشرين الأول/أكتوبر، مضيفاً أن “الدول العربية أيقنت بضرورة طي العشرية السوداء مع سوريا”.
وتواصلت “المدن” مع رحمون لسؤاله حول المعلومات التي استند عليها في هذا الشأن. لكنه رفض الكشف قائلاً: “أفضل أن لا أضيف على مضمون التغريدة”.
ويتزامن حديث رحمون مع الاجتماعات التي عقدها وفد النظام السوري في نيويورك، مع وفود مصر وتونس وفلسطين وموريتانيا وعُمان والأردن والعراق، بهدف كسر عزلة النظام السوري، ويترافق كذلك، مع إجراء السعودية وإيران جولات من المحادثات الثنائية في العاصمة العراقية بغداد، والتصريحات الإيرانية التي وصفت المفاوضات بين البلدين حول القضايا الثنائية ب”الجيدة”.
وبات واضحاً أن طهران تسعى إلى جانب موسكو لتعويم النظام السوري عربياً، بالاستفادة من المصالح المتشابكة للأطراف العربية، حيث تشكل إيران مفتاح العلاقات مع النظام السوري.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة في حديث ل”المدن”، إلى ما يشبه الغياب الكامل للتصريحات السعودية الرسمية بخصوص الملف السوري، حيث يعود آخر تصريح رسمي إلى حزيران/يونيو 2021، عندما نفى المندوب السعوي لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي الأنباء عن تطبيع قريب للعلاقات بين بلاده والنظام السوري، قبل شروع رئيس النظام السوري بشار الأسد باتخاذ خطوات (لم يحددها) ضرورية قبل الحديث عن بدء إعادة العلاقات.
وأضاف المعلمي حينها، أن الحديث الدائر بشأن تطبيع العلاقات مع نظام الأسد ما زال مبكراً، مشيراً إلى أن الوضع الراهن صعب، في ظل مواصلة الأسد هجماته على المدنيين. واتهم النظام السوري بمواصلة عمليات التطهير العرقي والإثني في مناطق سيطرته بحق المدنيين، وقال إنه يضطهد المعتقلين في سجونه وكذلك النازحين في مناطق سيطرته.
ويعني ذلك، بحسب خليفة، أن كل ما يتم الحديث عنه في هذا الإطار، يبقى في إطار الأمنيات والدعاية التي يمارسها النظام السوري.
لكن خليفة أشار في الوقت ذاته، إلى الخطوات الإماراتية نحو الأسد، وتحديداً إعلان أبو ظبي عن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا. وقال: “لقد أسهم تراخي إدارة جو بايدن في تطبيق العقوبات الأميركية (قيصر) على النظام السوري، وجعلها “انتقائية”، في تشجيع الدول على تطبيع علاقاتها مع الأسد”.
وتأسيساً على ذلك، يعتقد خليفة أن القرار السعودي بإعادة العلاقات مع النظام السوري، هو رهن الإدارة الأميركية وسماحها للرياض بالتقرب من نظام الأسد، ويستدرك بقوله: “لكن السعودية ملتزمة بالقرار العربي، وبذلك لن تُعيد السعودية علاقاتها مع نظام الأسد، قبل اتخاذ قرار جماعي بإعادة الأخير إلى الجامعة العربية”.