“رابطة الثانوي” بأحرج لحظاتها: الانصياع للأساتذة أو استقالات لأعضائها
تتجه رابطة أساتذة الثانوي إلى فرض خيار العودة إلى المدارس بالقوة، بعد فشل الخيار “السلمي” من خلال الاستبيان الذي أجرته سابقاً، والذي أفضى إلى رفض سبعين بالمئة من الأساتذة الذهاب إلى الصفوف قبل تصحيح رواتبهم، وبعد فشل الجمعيات العمومية، التي انتهت اليوم الخميس في 28 تشرين الأول، إلى نتيجة كاسحة لصالح عدم العودة.
استقالات في الرابطة
ووفق معلومات “المدن”، أظهرت نتائج الجمعيات العمومية أن أكثر من سبعين بالمئة صوتوا ضد العودة، رغم الضغوط التي مارستها بعض أحزاب الرابطة. ورغم هذه النتيجة الكاسحة ضد العودة، التي وصلت إلى الهيئة الإدارية للرابطة، ثمة أعضاء فيها يريدون عودة الأساتذة بمعزل عن نتائج الجمعيات العمومية، التي لم تصدر رسمياً بعد.
وأكدت المصادر أن مدراء العديد من الثانويات يتحضرون لفتح ثانوياتهم يوم الإثنين المقبل، وذلك بمعزل عن رأي الأساتذة، الذين صوتوا على قرار عدم العودة. وهناك توجه في الرابطة لتجاهل نتيجة تصويت الجمعيات العمومية، من خلال ترك المدراء يقررون ما يرونه مناسباً. وهذا سيؤدي إلى استقالة بعض أعضاء الرابطة الرافضين لهذه القرارات الاعتباطية، والتي من شأنها تفجير الرابطة المتصدعة أساساً، بعد الخلافات التي حصلت عقب صدور نتائج الاستبيان، الذي صوت فيه نحو سبعين بالمئة ضد العودة.
ضد العودة إلى المدارس
وأكدت مصادر “المدن” في المناطق أن نسب التصويت في الجمعيات العمومية وصلت إلى أكثر من ثمانين بالمئة ضد العودة في مناطق البقاع والشمال، بينما انخفضت النسبة إلى نحو ستين بالمئة في جبل لبنان وبيروت وفي الجنوب. وقد وصلت النتائج إلى الهيئة الإدارية للرابطة، التي صُدمت مرة ثانية بنتيجة التصويت، بعد المفاجأة التي حصلت في الاستبيان.
ووفق مصادر الأساتذة من مختلف المناطق، كانت النتيجة في منطقة صور لصالح العودة إلى المدارس بغالبية الأصوات، بعدما فرض المدراء الموالون لحركة أمل هذا الأمر. أما في النبطية فهناك تعادل بين الذين صوتوا للعودة وضدها، إذ ترك حزب الله الخيار للأساتذة في التصويت. أما في مرجعيون فقد صوت أكثر من نصف الأساتذة ضد العودة. ونزولاً إلى صيدا وبيروت وجبل لبنان صوت أكثر من ستين بالمئة ضد العودة، بينما ارتفعت النسبة إلى نحو ثمانين بالمئة ضد العودة في طرابلس وعكار والبقاع الشمالي والأوسط.
..رغم الضغوط
وكانت الرابطة دعت الأساتذة في نهاية الأسبوع الفائت إلى استبيان لمعرفة رأيهم من العودة إلى المدارس، وفق الشروط التي حققتها بعد الاتفاق مع وزير التربية عباس الحلبي، لمنح الأساتذة تسعين دولاراً من الدول المانحة، ونصف راتب كمساعدة من الدولة، ورفع بدل النقل إلى نحو ستين ألف ليرة عن كل يوم عمل. لكن الأساتذة رفضوا هذه التقديمات، وصوّت نحو سبعين بالمئة منهم ضد العودة، في الاستبيان. ما دفع أعضاء في الهيئة الإدارية إلى دعوة الأساتذة لعقد جمعيات عمومية في المناطق لمراجعة رأيهم. وظن البعض أنه من خلال الضغوط التي يمارسها المدراء قد يراجع الأساتذة رأيهم ويرضخون. لكن بعد انتهاء الجمعيات العمومية اليوم، تبين أن نحو سبعين بالمئة من الأساتذة مصرون على قرارهم. وقد وصلت النتائج هذه إلى الهيئة الإدارية، التي باتت مستعدة للانتقال إلى خيار فرض فتح المدارس بالقوة: دعوة مدراء الثانويات إلى اتخاذ القرار المناسب لهم لناحية فتح المدارس يوم الإثنين المقبل. لكن هكذا قرار قد يطيح بالهيئة الإدارية. إذ لفتت مصادر “المدن” إلى أن بعض الأعضاء سيقدمون استقالتهم، في حال وصل الأمر إلى هذا الحد من تجاهل رأي الأساتذة، المعبَّر عنه في الاستبيان وفي الجمعيات العمومية.
المدن