بين قديمٌ يحتضر وجديدٌ لم يُولد بعد..
نقولا أبو فيصل*
تمادى بعض السياسيين في لبنان في حشر انوفهم في شؤون الاخرين ، حتى ان أصغر مواطن لبناني لديه الموهبة في تحليل سياسة الشرق الاوسط وصولا الى العلاقات الاميركية الصينية ، وتدرجاً الى التحدث في سياسات واقتصاديات الدول الاقليمية، وها نحن نحصد النتائج في هذه الايام الصعبة، بعد ان تفاقمت الازمة بين لبنان وأخوته العرب وصار حال وطن الارز يشبه حال النبي يوسف الذي رماه اخوته في البئر ، وفيما حكامنا لم يدركوا بعد حاضرنا السيئ حيث تحتضر معظم المؤسسات في لبنان، والشعب بات بمعظمه يعيش دون الحد الادنى لمستلزمات الحياة، ونحن لم ندرك بعد خطورة ما آلت اليه أيامنا، وبين هذا وذاك ما زلنا نسمع اصوات النشاز والكثير من المكابرة
إن الاجراءات التي إتخذتها دول الخليج وفي مقدمتها السعودية قد تضع حدًا لكل هذا المسار القديم، والمملكة اليوم تنتظر خطاباً ونهجاً جديدًا لم يولد بعد من المسؤولين اللبنانيين ، وما زلنا حتى اللحظة نسمع الكثير من الكلام والمطلوب التواضع وحتى لا يتكرر ما يحصل اليوم في اقتصاد لبنان المستقبلي، علينا الاتكال على قدراتنا وأن لا ننتظر من أحد أن يتحدث نيابة عنا، لأننا نريد علاقات جيدة مع الاخوة العرب ، ولان التجارب القاسية تزيدنا قوة وايمانا وتعلقًا بالارض التي لن نهجرها، حتى لو كنتم تشاهدون طوابير المسافرين في المطار يغادرون طلبًا للرزق او رغيد الحياة فعدد هؤلاء لا يتجاوز ٥٪ من سكان لبنان، ومثل هكذا ظاهرة حصلت كثيرًا في تاريخ لبنان
واختم لاقول:” ان ما اورده العميد ابو زيد البارحة، وبالطبع اوافقه الرأي، هو في محله في “اننا نعيش اليوم نتائج اتفاق الطائف الذي أضاع بوصلة القيادة، والذي استتبع بإقتصاد ريعي يعتمد على التسول ” وفيما لبنان اليوم يعيش تحت وصاية من يظن بإستطاعته ترويضه بالترهيب والرجال من جهة وبالمال والاقتصاد من جهة أخرى ، فربما تناسى هؤلاء أنه طائر فينيق مقاوم يأبى الموت وينهض من جديد في كل مرة يظن بعضهم أنهم أحرقوه إلى الأبد
*كاتب وباحث ورئيس تجمع صناعيي البقاع