بين البكاء بصمت وانتظار الفرج القادم ..
نقولا أبو فيصل*
في وطني قلوب صامتة تحب وتفرح وتحزن وتبكي فـي صمت وتستقبل الألام ايضاً في صمت وتــجد فيه عـالمهـا الجميل ، وتتخذ منه طريقة أخرى للتعبير ولا تشتكي من الايام السوداء التي يمر بها لبنان رغم مرارتها لان ليس لديها وطنًا بديلاً ولانها مؤمنة أن هذه الارض هي أرض الرب ولن يتخلى عنها.
وفيما يجتاز اللبنانيون ايامهم السوداء وما أوصلهم اليه حكامهم بضحكات ساخرة حينًا وبدموع غزيرة وحسرة وندمًا حينًا اخر ، وفي الغالب هم يجتازونها ببكاء مرير وبصدمة جافة خالية من أي ردات فعل ، وتلك الصدمة سوف تبقى في القلب إلى الأبد ربما حتى الممات ، وهكذا تجدهم غالب الاوقات يسقطون في صمت عميق، بحيث لا يمكنهم لا البكاء ولا الكتابة ولا التحدث إلى الآخرين فقط كل ما يريدونه هو الوحدة والعزلة ، فليس كل صمت هو رضا او حكمة ، فبعض الصمت هو وجع لا يحس به الا من يتألم من الداخل .
وفي تجربة خاصة اشارككم اياها اذكر انه في طفولتي مرت عليَّ ايام وليالي سوداء عشت فيها الفقر ، طفولة لا تشبه طفولة من حولي انذاك حيث كان قلبي يعتصر حزنًا من كثرة البكاء ليلاً وكان الحزن يأكل قلبي في صمت ، وقد راودتني الكثير من الأفكار المفزعة وهجرتني السعادة وضاقت بي الايام ذرعًا ومن ثقلها ظننت أنه ينتظرني مستقبل مجهول ، لكن ثمة صوت ما في داخلي طمأنني ان الله معي وجعلني واثقا أنها مرحلة وتمر ، وهذه الشدة جعلت مني انسانا ً مؤمنًا بأن الله لا يترك احداً وعليه اتكالي خاصة في هذه الايام الصعبة والتي نتضرع اليه ان يحمي لبنان ويحفظ شعبه .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية