“التيّار” بلا “الحزب”.. الاعلان الرسمي قريباً؟
يُصر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، مع كل اطلالة متلفزة لهُ، تأكيد هجومه المتواصل على المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار. فخطاب الامس أشبه بـ”أمر اليوم”، متوجهاً به الى كل الرئاسات بدءاً من رئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة اما مجلس النواب فمضمونٌ في “عبّه”، أو على أبعد تقدير “أمرٌ لا جدال فيه” والذي يقضي بأنّ المحقق البيطار خطير جداً جداً وانّ الاقاليم السبع كلها تدعمه، فلا مساومة على هذا الامر الّا بتطييره نهائياً. وبرأي نصرالله انّ مجلس القضاء الأعلى ومعه الوزراء يساندوه .
علماً انّ النصوص القانونية تجزم انه ليس بيد مجلس الوزراء أي مادة يمكنه من خلالها التدخّل في التحقيق وعمل المحقق العدلي وتحديد مصيره، ورغم ذلك ما زال يضغط من خلال تعطيل الجلسات الحكومية وامور الناس.
وفي الاطار عينه، ثمة مأزق خرج الى العلن بين حزب الله والتيّار الوطني الحر، حول البيطار، اذ وجد الاخير نفسه، محاصراً ومهدداً من زعماء الطائفتين السُّنية والشيعية في لبنان، هو في نفس الوقت تحصّن مسيحياً، عبر احزابها خصوصاً انهُ يحظى بدعم مطلق من رئيس التيّار الحر جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون .
انطلاقاً مما تقدم، كان يكتفي عون في كل مرة كما فعل في الأزمة الحالية مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، بالتبرّؤ من موقف الحزب بخجل تحت عنوان أنّ هذه ليست مواقف الدولة اللبنانية، ولبنان بلد التنوع والحريات والتعبير عن الرأي.
ايضاً، في الوقت عينه تجنب في الأعوام الخمسة الماضية من عهده ضبط “حزب الله” عندما أساء إلى علاقات لبنان العربية أو الدولية.
ويبدو انّ اتصالات الرئيس عون مع حزب الله لتليين موقفه، وعدم مقاطعة الجلسة المرتقبة من وزراء الثنائي، اطاح بها نصرالله الامس بالعودة الى نقطة الصفر، في معادلة البيطار -الحكومة.
وتقول مصادر سياسية متابعة، انّ موقف نصرالله المتشنج جاء على اثر المعلومات التي جرى تسريبها من انّ صور الاقمار الاصطناعية الروسية في انفجار المرفأ ستسلم إلى رئيس الجمهورية مباشرة، ودون المرور بالمعبر القضائي، كما هو مفترض. ومعنى ذلك انها لن تبقى بعيدة عن الاستثمار السياسي، والقلق حيال كل ما تتناوله التحقيقات.
وبين هذا وذاك، يرفض عون ومن يدور في فلكه ايّ التيار الوطني الحر ورئيسه الاستمرار في التعطيل غير المبرر طالما الموضوع برمته قضائي فاليعالج قضائياً، وتكشف اوساطهما في حديث الى وكالة “اخبار اليوم”، انّ الرئيس عون ابدى انزعاجه من تقلبات الدولار في السوق السوداء واوعز المعنيين لوضع حدّ لهذه المهزلة، اذ ربط ما يجري كمؤامرة تُستكمل في ربط نزاعاتها مع العهد واركانه .
ورداً على سؤال، هل انتهت العلاقة بين التيار والحزب؟ تجيب الأوساط، لا يُخفى على احد انّ التشرذم هو واقع الحال بين الفريقين بشكل غير رسمي.
انتخابياً، ثمّة من يخشى على الانتخابات برمّتها، علمًا أنّ محبّذي نظرية المؤامرة، وحتى بعض رافضيها، لا يستبعدون نظرية توزيع الأدوار بين مختلف الأطراف، بغية الوصول إلى الهدف المشترك الذي يجمعهم، ألا وهو “نسف” العملية الانتخابية بالكامل، بعدما بات جلياً أنّها في التوقيت الحالي ليست في صالح أحد.
أخبار اليوم