بين فنون الكذب الحميدة وفنون الكذب الخبيثة..
نقولا أبو فيصل*
في الماضي قيل:” إن الكذب ملح الرجال وإن الحقيقة ملح الارض “، وقيل أيضا: “إن الكذب حبله قصير ،وإن الحقيقة راحة ضمير ، وإن الكذب طعمه حلو، وإن الحقيقة أحلى بكثير”.وفي كتاب “نهاية الأرب في فنون الأدب”قال الأحنف بن قيس لابنه : “يا بني يكفيك من شرف الصدق أن الصادق يقبل قوله في عدوه ، ومن دناءة الكذب، أن الكاذب لا يقبل قوله في صديقه ولا عدوه، فالصدق يدل على اعتدال وزن العقل”.
وفي الماضي كان الجنون فنونا وفي أيامنا صار الكذب فنونا! لكن أحد فنون الكذب الحميدة التي احترفها اللبناني هي المداراة : مداراة الخوف ، مداراة الألم ، مداراة اليأس ، وأحياناً مداراة الشغف. ولكل من لديه الرغبة في اخذ دورات متقدمة في الكذب او تحضير اطروحة دكتوراة في فنونه ان يتجه في أقرب طائرة الى لبنان، وخلال أشهر قليلة، وعلى ايدي اهم صناع الكذب في العالم من سياسيين ورجال اقتصاد ومصارف لبنانيين سوف تبهره النتيجة .
في الماضي أيضًا، كان الكذب سمة وصفة تلازم من يكذب في حديثه، أما الآن فهي تعتبر فن من فنون العيش والكسب الخبيث ولو على حساب الكرامة، وفنون الكذب عند بعض حكامنا متعددة وما صرح به احد رجال السياسة اللبنانين حين قال : “أَنا أَكذب على الشعب ” ، وحين سألوه لماذا اجاب بسخرية “لِأَن الشعب لا يتقن فنون الكذِب” نعم في لبنان شعب طيب يا عرب، إنما امراء الحرب قد شوهوا سمعة البلد وسمعة اهله، وحكام لبنان يقولون ما لَا يفعلون ، هؤلاء يمتهنون كل فنون الكذب وفى كل فجاج الباطل والفحش يتكلمون وأنهم فوق ذلك يقولون ما لا يفعلون وهم يحظون غيرهم على الشىء ولا يفعلونه.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع،رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية.