بين السياسة والنزاهة …هل من إستثناءات؟
نقولا أبو فيصل*
رفض سقراط كل المناصب السياسية التي عرضت عليه ، وعندما سأله احد تلامذته عن سبب هذا الرفض، أجاب :”لقد كنت رجلا نزيهاً، لذلك لم أصبح سياسياً”. وكي لا تدنسه السياسة ابتعد عنها الممثل مارلون براندو الذي رفض جائزة يحلم بها كل ممثل، وردت الممثلة عنه في حفل تكريمه قائله: إنني أمثل مارلون براندو الذي طلب مني أن أقول إنه ممتن لكم بهذه الجائزة، لكنه يرفض تسلمها بسبب سوء تعامل الصناعة السينمائية مع الهنود الحمر.
وعليه، فإن السياسة والنزاهة ضدان لا يجتمعان أبداً , كما ان السياسة والنزاهة لا يمكن ان يجتمعا في شخص واحد ، فإذا فقدت السياسة خوف الله صارت عصابة متوحشة , وإذا فقدت اﻷخلاق صارت داراً للفساد والدعارة، وإذا فقدت العزة والنزاهة صارت وكراً للعمالة والخيانة ،
وهكذا فإن السياسة هي علم وفن وممارسة يتدرج فيها الموهوب في الكذب من عضو صغير في تكتل سياسي الى ان تبرز مواهبه خلال السنين، وتظهر فيه سمات القيادة ليكون جاهزاً لطرحه في الاسواق وتوليته منصب وزاري ويبقى للقاعدة استثناءات طبعًا .
ان مفهوم الشرف في الغرب هو العدل والنزاهة والصدق واحترام حقوق الآخرين وحرياتهم والوفاء بالوعود والأمانة ومساعدة المحتاجين بينما مفهوم الشرف لدينا فهو بالمختصر ستر العورة فقط ،
وفي الاخير اذا كان كثيرون من الشركاء في الوطن اللبناني لا يحسنون وضع القُمامة في سلة الزبالة فمن الافضل لهم أن لا يتحدثوا عن النزاهة في السياسة .
*كاتب ورئيس تجمع صناعي البقاع