ليس ينفع الندم ولكن قد ينفع الأمل

بقلم نقولا أبو فيصل

تقول السيدة فيروز في إحدى أغنياتها: “ليس ينفع الندم”. وهذه العبارة القصيرة تختصر حكاية وطن اسمه لبنان، وتحفر وقعها في قلب كل لبناني عاش وجع الماضي وذاق ذلّ الحاضر. عدّوا معي: كم من مرةٍ بكينا على فرصٍ لبناء وطنٍ ضاعت من بين أيدينا؟ كم من قرارٍ خاطئ، أو صمتٍ قاتل، أو مساومةٍ صغيرة، أولناها لاحقًا بالندم؟

الندم لا يعيد إلينا اللبنانيين المنتشرين حول العالم بفعل الهجرة القسرية لا الطوعية، الذين هاجروا لأسبابٍ كثيرة، أهمها ضياع جنى العمر، وندرة الفرص التي تليق بكفاءاتهم، وغياب دولة القانون. ولا يعيد الأصدقاء الذين خسرناهم في تفجيرٍ أو حادث، ولا الأيام التي أضعناها في الانتظار. لبنان وطن الوجع الطويل، لا يحتاج إلى مزيد من الندم، بل إلى صوتٍ صادق، ونيّةٍ طاهرة، وجرأة إنسان يقول: “كفى”.كفى أن نعيش أسرى الذكرى. كفى أن نلوم ونعاتب. كفى أن نكرر أخطاءنا ونصمت.

ومع كل هذا، ورغم المرارة، يبقى هناك ما يستحق أن نحيا لأجله: المستقبل الذي لم يُكتب بعد، لكنه ليس ميراث الندم، بل فرصة الأمل ، إن استطعنا الإنصات لصوت الضمير، وإن أحببنا الوطن كما يستحق، فسنصنع من بقايا الرماد جمرة حياة جديدة. فربما لا ينفع الندم… لكن حتمًا ينفع الأمل.الأمل بعهدٍ جديد، وبسلطة قائد بطل لا يساوم ولا يرضخ للضغوط.هو فخامة الرئيس جوزاف عون، حماه الله.
نقولا أبو فيصل : كاتب وباحث وعضو اتحاد الكتاب اللبنانيين
Nicolas Abou FayssalZahle tvتجمع الصناعيين في البقاع Association of Bekaa Industrialistsاتحاد الكتاب اللبنانيينLebanese Presidency