بين “الوطني الحر” و”الحزب”: الانتخابات أقوى من الخلافات
كتب داني حداد في موقع mtv:
في الأمس، كانت محطة في العلاقة بين التيّار الوطني الحر وحزب الله. هو يومٌ يضاف الى لائحة أيّامٍ لم تكن فيها العلاقة جيّدة بين الحليفين. ولكن، غداً يومٌ آخر، في السياسة.
قد يقول قائلٌ أو يسأل سائلٌ: إذا كانت أولويّة حزب الله هي التفاهم الشيعي، وإذا كان يحمي الفساد والفاسدين، وإذا كان يتدخل في شؤون دولٍ أخرى “وهو أمرٌ نرفضه”، وإذا كان تدخّل في قرار المجلس الدستوري، وإذا كان يحاول “قبع” المحقّق العدلي في جريمة انفجار المرفأ، وإذا كان يعطّل اجتماع مجلس الوزراء… إذا كان ذلك كلّه، وبعد الكثير، كما يقول عنه نوّابٌ وقياديّون وحتى رئيس التيّار الوطني الحر، هل لنا أن نسأل لماذا يستمرّ تحالف “التيّار” مع “الحزب”؟
هل هو تحالف مصلحة؟ وكيف يتحالف فريقان لا يجمع بينهما شيء، بل تفرّق بينهما ثوابت ومبادئ؟
يريد التيّار الوطني الحر دولةً مدنيّة. حزب الله لا يريد ذلك. ويريد “التيّار” أموراً كثيرة “ما خلّا” حزب الله أن يحقّقها. “الحزب” فعل ذلك، لا “القوات” أو “الكتائب” أو “المستقبل” أو “الاشتراكي”… فأيّ تفاهمٍ وتحالفٍ هو هذا؟
هل يعني ما سبق كلّه أنّ الخلافات والاختلافات ستؤدّي الى طلاقٍ بينهما؟ أبداً، فالعلاقة مستمرّة على الرغم من كلّ ما قيل ويقال. على الرغم من “طعنة” المجلس الدستوري. على الرغم من أنّ قاعدة “الحزب” هي نبيه بري أولاً، وثانياً وثالثاً.
يقول مصدرٌ في ما كان يُعرف بـ “الثامن من آذار”: “مهما صدر على لسان مسؤولي التيّار الوطني الحر من مواقف، فإنّ مرشّحيهم سيكونوا على اللوائح نفسها مع مرشّحي “أمل” وحزب الله في الانتخابات النيابيّة المقبلة”.
ويضيف: “هو موسم انتخابات، وله كلامه ومواقفه، وتجييشه ومعاركه، ولكن عند التحالفات لا مهرب من أن يعود “التيّار” الى الثنائي الشيعي وإلا سيفقد عدداً من نوّابه”.
يقول المصدر هذا الكلام، بل ما هو أكثر منه قساوةً، وفيه أكثر من رسالة مباشرة.
غريبٌ أن تكون مصلحة التيّار الوطني الحر هي، في الوقت نفسه، أن يهاجم حزب الله وأن يتحالف معه. الأمر الأول يحتاجه ليصمد مسيحيّاً، خصوصاً في مواجهة “القوات”، رأس الحربة ضدّ “الحزب”. والثاني يحتاجه ليجمع الحواصل الانتخابيّة التي تتيح له أن يكسب مقاعد نيابيّة.
فليغرّد إذاً المغرّدون، وليتسلّى المعلّقون. التحالف ثابت ومستمرّ بين “التيّار” و”الحزب”. ما يجمع بينهما أكبر ممّا يفرّق بينهما. أقلّه، من الآن وحتى الانتخابات الرئاسيّة المقبلة…