بين التلوث السياسي والتلوث الاخلاقي….
نقولا ابو فيصل*
في لبنان نجد أن التلوث السياسي هو المحتضن والراعي الرسمي لكافة اشكال التلوث الثقافي الاعلامي ، الاخلاقي، البيئي ،الصناعي والتجاري. فالبلد مختطف من قبل زمرة من التجار الذين تقاسموا خيراته على مدى ثلاثين عامًا وغالبية هؤلاء هم اصحاب العقول العقيمة الذين تبنوا سياسات اقتصادية قاتلة اغرقت البلد بالفساد وقادته مديونًا نحو المجهول وربما نحو جهنم.
وقد بلغ سوء التلوث السياسي في لبنان انه كاد ان ينافس التلوث الاخلاقي ,وكما ان للتلوث الاخلاقي مسببات ونتائج كذلك للتلوث السياسي مسببات واهمها تقاعس أجهزة المحاسبة والرقابة عن القيام بواجباتها ، ولعله من المفيد التذكير ان التلوث السياسي الذي يعيشه لبنان حاليا غير مسبوق في تاريخه المعاصر. على ان التلوث الفكري والأخلاقي في الإعلام اللبناني و ما تبثه الفضائيات من اشاعات مغرضة بحق لبنان قد زعزع الثقة بالوطن ومكانته المالية وصناعته وعملته الوطنية وكما يقال “فإن دود الخلّ منو وفيه”.”
وفيما بات من المؤكد ان الشعب اللبناني هو من سمح للزعماء ان ينمُّوا الطائفية التي باتت تنهش لبنان الوطن لحدود التلوث الانساني ، وبات إصلاح الوطن بحاجة الى إصلاح عقول شعبِه حتى نرتقي إلى وطن أجمل وأرقى وأكثر حضارة وثقافة! فلا الوطن الذي تسقط فيه أخلاقياته وأدبياته يبقى وطناً بل يتحول الى مزرعة، وانا اكتب لكم من هذه المزرعة شرفونا وتعوا شوفوا بأم العين الحالة التي وصل اليها شعبنا ، ولا تعتقدوا ان الصور المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي لرواد المطاعم في لبنان ممن وفدوا لقضاء عطلة الاعياد من اماكن سهرهم هي دليل بحبوحة في لبنان فالواقع محزن ومبك.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع