بين نعمة الطوائف ونقمة الطائفية .. لعنة
بقلم : نقولا ابو فيصل*
قال الامام المغيب موسى الصدر :”إن الطوائف في لبنان هي نعمة أما الطائفية فهي نقمة “وفي حين أن المشكلة ليست في تعدد الطوائف في الوطن الصغير حجماً، الكبير شموخًا والغني بالشباب المنتج والمبدع حول العالم ،بل هي في النفوس المتزمتة المريضة، وهكذا فإن ما تعلمناه في الصغر من ان تعدُّد الطوائففي لبنان هو نعمة…قد ذهب ادراج الرياح بعد تطييف السياسة حيث تحولت النِعمة إلى نقمةٍ ولعنةٍ … وأصبح لبنان بلد المصائب والنوائب، مسكوناً وملعوناً يهجره اهله
من جهته يرى الكاتب طلال سلمان” أن الطائفية بريئة من الإيمان والفضائل ومحاسن التراث، ولقد تم الإستيلاء عليها حسب رأيه في اللحظة التي حصل فيها الزواج بين السياسة والطائفية” ، يضيف “ان علّة الطائفية أنها مركوبة من السياسة الفالتة من المحاسبة والتي هي في خدمة السياسات السافلة وليست لإعلاء شأن الطائفة”، ويختم “انا المتشائم جداً، متفائل جداً بنخب علمانية قطعت كل اتصال بالتنظيمات الطائفية ومرجعياتها الدينية” والكلام هنا للاستاذ طلال سلمان .
وفي حين أن المعارك الكلامية لا تُخاض بين الطوائف بل بين “عرابيها” وكل طائفة حين تكسب معركتها مع الطائفة الاخرى تحسن موقعها في الوطن على حساب الاخرى ، وقد بات من المؤكد أن الأحزاب الطائفية أي القوى السياسية تعرف ذلك وتحركها , وهي متساوية في سلوكها ، وأن كل طائفة سياسية حين تعلن خصمها الطائفي السياسي تحاربه باللغة ذاتها والمنطق ذاته، والنتيجة المزيد من التشرذم للوطن المسكين .
لنصلي جمعيًا ايها الاصدقاء كي يحمي الله لبنان من الطوائف والاحزاب ويعيش وطناً لأبنائه لا لطوائفه.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع